مع وقف التنفيذ
المحتويات
بنته وغير كده هتقول ده مسلم ودول مسيحين يبقى احكم للمسلم اللى زيى
ثم نظر إليه نظرة ذات معنى وهو يقول
مش كده برضه يا شيخ فارس
جذب عامر ولده ونهره بقوة قائلا
عيب كده يا مينا أحترم الدكتور وانت بتتكلم
ثم الټفت إلى فارس وقال معتذرا
أنا آسف يا دكتور أمسحها فيا معلش مينا لسه صغير وميعرفكش كويس زيى
أيه بقى حكاية شيخ فارس دى تقصد بيها ايه
نظر له مينا بحنق ولم يجبه فكرر عامر أعتذاره ل فارس فقال فارس على الفور وهو ينظر إلى عامر
أتفضل أحكيلى ايه اللى حصل يا عم عامر
قال ابو يحيى معترضا
منا حكتلك الحكايه كلها يا دكتور هو هيقول ايه يعنى مختلف عن اللى قلته
نظر له فارس مبتسما وحاول أن يعطيه احساس بأنه ليس ضده وقال
هز عامر رأسه موافقا بإعجاب وهو ينظر إلى فارس و فقال
أنا كلامى مش هيختلف يا دكتور فارس هو نفس الكلام مراته سلفت مراتى واتفقت معاها على زيادة 500 جنيه بس
مراتى خبت عليا موضوع الزيادة دى ومكنتش اعرفها ولما كنت قاعد مع الحاج عبد الله وبحكيله قالى أن ده عندكو اسمه
مال أبو يحيى مستندا بيده على مكتب فارس وهو يقول
طب أنا ذنبى ايه العقد شريعة المتعاقدين ومراتك وافقت من الأول
أبتلع فارس ريقه وهو يشعر أنه يقف بقرب فوهة بركان تكاد أن ټنفجر فى وجهه فى أى وقت ولكن الحق أحق أن يتبع سلم أمره لله ونظر إلى عامر الذى كان ينتظر كلمة حق شعر بسخونة تسرى فى جسده فهو يعلم ماذا سيفعل به أبو يحيى إذا ما نصر عليه غريمه وبحسبة بسيطة حسم فارس أمره ونظر إلى عيونهم المتعلقة به وأخذ نفسا عميقا وقال
ارتسمت ابتسامة رضا على وجه عامر بينما حدق مينا فى فارس بدهشة واڼفجر بركان ابو يحيى فى وجهه كما توقع تماما وقال صائحا
أنت بتنصره عليا يا جوز بنتى يعنى انت موافق على اللى بيقوله ده
نهض فارس محاولا تهدئته وقال على الفور
اسمعنى يا عمي بس أنا هافهمك ليه
صاح فيه ابو يحيى قائلا
لحق به فارس عند باب الحجرة وجذبه من ساعده برفق محاولا إيقافه وتهدئته وهو يقول برجاء
هفهمك انا قلت كده ليه
ده شرع ربنا مش كلامى
دفعه ايو يحيى بثورة عارمة وهو يصيح شرع ربنا ايه أنتوا كل واحد فيكوا يربى دقنه ويتاجر بشرع ربنا يا ڼصابين
لا حول ولا قوة
الا بالله ليه كده بس طب كنت استنى لما تفهم
تبادل عامر مع ولده مينا النظرات المتعجبة واتجه عامر إلى فارس قائلا بأعتذار
انا آسف يابنى
رفع فارس رأسه إليه وقال بعدم تركيز
لا لا وانت
ذنبك ايه يا عم عامر
أقترب مينا من فارس وقال بإرتباك
أنا آسف انا كمان يا دكتور فارس مكنتش أعرف أنك هتيجى فى صف الحق مهما كان هو مع مين
حاول فارس أن يرسم ابتسامة مجاملة على شفتيه ولكنه عجز عن ذلك فعقله يدور ولا يعلم ماذا سيفعل مع والدها وماذا سيحدث بعد ذلك
ظل والدها ېصرخ فى وجهها صائحا
هيطلقك يعنى هيطلقك وانت اللى هتطلبى الطلاق منه أنت فاهمة ولا لاء
أنسابت عبراتها وهى تهتف
ليه بس يا بابا طب حتى استنى لما تسمع منه
صاح بصوت هادر
اللى بقولك عليه تعمليه وإلا والله أمك هرميها فى الشارع ومش هتلاقى مكان يلمها
بكت مهرة بشده وجسدها يرتجف وينتفض بقوة وهى تستغيث بالله أن ينقذها مما تقاسيه تدخلت والدتها وقالت له بجمود
هو انت كل ما يحصل حاجة تهددنى بالطرد والطلاق أنت فاكرنى هترمى فى الشارع يعنى من غيرك
توجه إليها فى ڠضب عارم ولوى ساعدها خلف ظهرها وهو ېصرخ
فيها
ايوا هتترمى فى الشارع ياختى ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل
دفعته بكل طاقتها بعيدا عنها بعد أن شعرت أن يدها ستكسر فى قبضته وهرولت نحو باب الشقة وهى تاخذ محفظتها وتجذب حجابها وتضعه على شعرها وهى تقول پغضب
سايبهالك مخضرة أبقى هات مراتك التانية تعمرها بقى
خرجت وأغلقت الباب خلفها ونسيت أن ابنتها فى أشد الحاجة إليها ڠضبت لنفسها واڼفجر بركان صمتها الذى كان هامدا طوال تلك السنوات والآن اڼفجر ولكنه لم ينفجر فى وجهه وحده وأنما فى وجه مهرة ايضا فتحت أم فارس باب شقتها عندما سمعت صوت الصړاخ الاتى من شقة مهرة فوجدت أم يحيى وهى تهرول هابطة للأسفل حاولت إيقافها ولكن عينيها كانت تتطاير منها الشرر وهى تصيح فيه وكأنه مازال يسمعها
روح هات الغندورة التانية تقعدلك فيها أنا مستحملة وصابرة على بلاويك فى الآخر حصلت تمد ايدك عليا
لم تسمع نداءات أم فارس ولم تعيرها اهتماما نظرت للأعلى لدقيقة ثم عادت إلى شقتها مرة أخرى عندما سمعت صوت رنين الهاتف أجابته قائلة
السلام عليكم أيوا يا فارس
قال بسرعة
ماما مهرة عندك
قالت متعجبة
لاء يابنى ده
أنا سمعت صوت خناق جاى من عندهم وشفت أم يحيى وهى نازلة تزعق على السلم وبتقول انا سايبه البيت وماشيه شكل جوزها مد ايده عليها
سمعت صوت زفيرة الحار وهو يقول
أنا جاى حالا اقفلى دلوقتى
عادى فارس سريعا إلى المنزل فوجد والدته تنتظره على باب الشقة ويظهر عليها القلق الشديد وقالت سرعا
ايه اللى حصل يابنى بينك وبين ابوها البنت كلمتنى ومفحومة من
العياط مفهمتش منها حاجة كل اللى فهمته ان ابوها كان هيضرب امها وأنه عاوزها تطلب الطلاق منك
قال فارس بلهفة
مد أيده على مهرة
هزة رأسها نفيا وهى تقول
مش عارفه يابنى فهمنى طيب ايه اللى حصل
لم يستطع أن ينتظر أكثر من هذا صعد الدرج قفزا حتى توقف أمام باب الشقة تنفس بقوة وطرق الباب لحظات وفتح والدها الباب وعينيه ينبعث منها الڠضب والحنق قال فارس سريعا
يا عمى عاوز اتكلم معاك الله يخاليك مش كده
قال والدها پغضب
قلتلك ملكش عندى بنات للجواز وياريت تطلقها بالذوق بدل ما نروح المحاكم
سمع فارس صوت بكائها من الداخل فاستشاط ڠضبا لايستطيع أن يراها أو يطمئن عليها وهى وحيدة حتى والدتها تخلت عنها وتركتها معه بمفردها لم يستطع أن يتحكم فى أعصابه أكثر من ذلك فهتف فيه وانا مش هطلقها دى مراتى ومش هطلقها حتى لو هى اللى طلبت الطلاق بنفسها وبعدين ليه كل ده كل ده علشان حكمت بشرع ربنا وانت حتى مش عاوز تسمعنى لما اقول كل اللى عندى
لم يجد أجابة من أبو يحيى إلا أن صفع الباب فى وجهه مرة واحدة بدون سابق انذار فارس سور الدرج بقبضته حتى آلمته بشدة وهو يهتف بحنق
والله ده حرام حرام اللى بيحصل ده
لحقت به والدته وأخذته وهبطت به للأسفل وهى تقول
تعالى يابنى استنى لما النفوس تصفى وبعدين نتكلم معاه تعالى احكيلى ايه اللى حصل
أما فى غرفة مهرة فقلد كانت تبكى وتشهق وهى تضع يدها على فمها حتى لا ت صوتا يستفزه من جديد وهو واقف أمامها م ا لأوامره
وهو يقول
مفيش خروج ولا دخول ولا جامعة ولا غيره خلاص وتليفونك هيفضل معايا وهجيب مراتى التانية تقعد معاكى هنا وتحرسك
ويبقى يورينى نفسه بقى سعادت الباشا الدكتور تراجعت فى فراشها حتى التصقت بالحائط وضمت ركبتيها إلى ها وهى تأن أنين المعذبين وټدفن رأسها بين قدميها وتشكوا بثها وحزنها لله وحده
وبالفعل هاتف زوجته الثانية وأمرها أن تاتى ببعض ملابسها لتكون بجوار مهرة مراقبة لتصرفاتها فى غيابه وقص عليها ماحدث كانت زوجته سعيدة بما فعل بأم يحيى وأنها أنتصرت على ضرتها وآلمتها وستؤلمها أكثر حينما تنام فى فراشها وتتحكم فى ابنتها وجاءت مسرعة إليه
بات فارس ليلته وقد جفاه النوم وذاق السهاد مستلقيا على فراشه ينظر للأعلى يتأمل سقف الغرفة غرفتها فوقه تماما لا يفصلهما عن بعضهما البعض سوى سقف الغرفة فقط ظل مصوب نظراته إليه تكاد أن تخترقه لتراها وترى حالها الآن وتعود إليه تخبره عنها ماذا تفعل هل تبكى هل تضم قدميها إليها كما تفعل دائما عندما تشعر بالوحدة يود أن يمده يدها لينتشلها مما هى فيه ليشعرها بالأمان أنا هنا يا حبيبتى لا تجزعى لا تخافى لا تفزعى لاتحزنى أطمئنى واسكنى ى كما سكنت قلبى دائما
وفى الصباح أخبرته والدته أن زوجة أبيها جاءت لتسكن معهم فى نفس الشقة أستشاط ڠضبا وهو لا يعرف ماذا يفعل لا يريد أن يتدخل بشكل أكثر قوة حتى لا تفسد العلاقات بين
العائلتين أكثر من هذا وكان مضطرا للحاق بعمرو فى النيابة ليتعرف على نتيجة تقرير هيئة الاثار
توجه إلى النيابة من جديد وهناك كانت النتيجة ليست مفاجئة له بل كما توقع تماما يقول مفتش الاثار الخبير بان القطعة الاثرية التى عرضت عليه قطعة حقيقية غير مزيفة شكك فارس فى نتيجة الفحص وطالب بفحصها مرة أخرى عن طريق لجنة أخرى تم الاستجابة لطلبه وأعيدت لعرضها على لجنة أخرى تقدم عمرو تجاه فارس وهو يقول بقلق
هنعمل ايه دلوقتى يا فارس
تنهد فارس وقد ظهرت علامات الاستياء على وجهه وهو
يقول
زى ما قلتلك
بالظبط هنسبقهم بخطوه المره دى
نظر له عمرو متعجبا وقال
مالك يا فارس فى حاجة مضايقاك
أومأ فارس برأسه وهو يشعر أنه يحمل هما تنوء منه الجبال وقص على عمرو ما حدث بالامس مع والد مهرة ما كاد ينتهى من حديثه حتى وجد والدته تتصل به بألحاح أجابها على الفور فقالت بإضطراب
مرات حماك التانية خبطت عليا وقالتلى أن جوزها راح يشوف محامى علشان يرفع قضية طلاق
أغمض فارس عينيه وقال بحزن
طيب يا ماما اقفلى دلوقتى معلش وهبقى أكلمك تانى
نظر إليه عمروهو يقول في إضطراب
حصل ايه
خالطت ابتسامة متهكمة حزينة شفتيه وهو يقول
حمايا شكله كان بيتلكك علشان يطلقها مني راح يدور على محامى يرفع قضية الطلاق
وضع عمرو يده على كتف فارس وهو يقول مطمئنا
متخافش مش انت واثق أنها عايزاك
أطلت نظرات القلق والحزن من عينيه وهو يقول
انا خاېف عليها اوى يا عمرو لوحدها فى وسط كل ده
ذهب فارس بصحبة عمرو كما اتفقا مسبقا
متابعة القراءة