مع وقف التنفيذ

موقع أيام نيوز


اشوفها ولا حتى صدفة مش عارف مكسوفة مني كده ليه كأنى غريب عنها كأنها متعرفنيش مش عارف اخاليها تاخد على الوضع الجديد ده ازاى
أجلسته والدته على الأريكة وجلست بجواره وقالت بجدية 
أنا عاوزة اقولك كلمتين يا فارس تحطهم حلقة فى ودنك 
أعتدل وبدا عليه الأهتمام وهو يستمع لها وهى تقول 
مهرة يابنى بالنسبالك مش هتبقى مراتك وبس دى كمان هتبقى بنتك ولازم تاخد بالك من كده وانت بتتعامل معاها أنا عارفة ان فارق السن بينكوا مش كبير ولا حاجة أنا بينى وبين ابوك الله يرحمه 15 سنه وطول عمره واحنا متفقين الحمد لله لحد آخر لحظة عارف ليه يا فارس علشان ابوك

طول عمره كان حنين ومكنتش بحس أنه جوزى وبس كنت بحس انى بنته بيدينى الأب زى ما بيدينى حب الزوج فاهمنى يا فارس
أومأ برأسه وهو يحاول استيعاب
نصائحها فقالت متابعة
لو عملت كده مراتك هتحبك أكتر واكتر وهتبقى أغلى حاجة فى حياتها ومش هتقدر تزعلك أبدا
أبتسم ونهض قائلا
ربنا
يخليكى ليا يا أمى ممكن بقى نطلع أحسن من ساعة ما قولتليلى كلمة مراتك دى وأنا عاوز أطلع مش عارف ليه
ضحكت والدته بشدة وهى تضع يدها على قلبها وتقول 
سبحان الله كأنى أول مرة اشوفك بتتجوز فيها كأنك واحد تانى خالص
أخذ بيديها يساعدها على النهوض واتجه بها نحو الباب وقد فاضت نظرات الحب من عينيه وهو يقول 
صدقينى يا ماما أنا كمان حاسس أنى أول مرة بتجوز وأول مرة بحب
تزينت مهرة حتى أصبحت تبدو أكبر من عمرها الحقيقى ووقفت
تنظر لزينتها بالمرآة وهى تستغرب شكلها الجديد وهيئتها شردت بعقلها بعيدا وتذكرت يوم عقد قرانها على علاء ذلك اليوم الذى لم تنظر لنفسها فيه فى مرآتها أبدا ولا تعرف كيف كان يبدو شكلها وقتها 
لم ترى إلا فستانها وهى تنظر إليه عندما كانت مطرقة برأسها حتى لا تراه وهى تجلس بجواره مطرقة برأسها حزنا تذكرت كيف أبدت موافقتها على الزواج منه بدون عقل واعى رغم النفور الذى شعرت
به تجاهه عندما تقدم لخطبتها 
نطق ها بالموافقة رفض عقلها وقلبها حدقت بوجهها فى المرآة أكثر وقد تذكرت الطريقة التى كانت تتعامل بها مع علاء لم تعتبره يوما زوجها حتى أنها لم تظهر أمامه الا بالملابس المحشمة وبالحجاب 
لم يرى شعرها رغم
إلحاحه الدائم كانت ترفض دائما لشعورها أنه غريب عليها لا تعرفه ولا تطيقه كانت تعتبر رفض قلبها له دليل على عدم صحة زواجهما لذلك هو ليس زوج ولا حتى خطيب كان طلاقها تحصيل حاصل سيحدث فى أى وقت ولكن فى أى حال من الأحوال ما كانت ستكمل معه مشوار حياتها أبدا 
كانت تراه مختطف قد اختطفها من بيئتها التى نشأت بها يريد أن يقذف بها فى مجتمع آخر غريب عليها خالى من دفىء المشاعر التى اعتادت عليه فى مجتمعها الصغير مجمتعها التى تربت ونشأت فيه وأحبته بكل ذرة فيها 
أنتفض جسدها فجأة عندما هزتها أمها بقوة هاتفة بها 
مالك يا مهرة سرحانة فإيه كل ده
أنتبهت إلى والدتها بعيون شاردة ولكنها عادت إلى أرض الواقع سريعا وهى ترى عبير وعزة ووالدة فارس يدخلون غرفتها وقد ملات الضحكات قسمات وجوههم وعبير تقول 
الفرقة داخلة يا مهرة أجهزى ببدلة الرقص
ضحك الجميع وبدأت البنات فى الدخول إليها وجلست هى كالملكة بين الجميع تنظر إليهم وتضحك ببراءة وهم ينشدون وعبير وعزة يرقصان ويرتطمان فى بعضهما البعض ويضحكان فى سعادة وبعد قليل أخذوا بيد والدة فارس لترقص معهم ولكنها خجلت واحتضنتهم وخرجت من حلبة الرقص وجلست بجوار مهرة وهى تربط على قدمها بسعادة وحب ضحكت مهرة أكثر بخجل عندما أخذت عبير الدف من أحدى الفتيات وبدأت تنشد وهم يرددون ورائها
فارس حلم بتتمنيه 
واللى حلمتى فى يوم تلاقيه 
بيكون وصفه يا مسلمة ايييه
يلا قوليلنا يلا قوليلنا يالا قوليلنا واحكى عليه
ما تشوف عينه الا حلاله 
ولا غير ربه بيشغل باله 
ويطاطى ويراضى الوالد 
والوالدة بتبات داعياله
ومصلى والمولى هاديه 
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قولى كمان يا صبيه عليه 
فارس حلم بتتمنيه 
بيكون وصفه يا مسلمة ايه 
يلا قوليلنا يلا قوليلنا يالا قوليلنا واحكى عليه
يتعب جسده ويعرق اكتر 
ليرتاح قلبه الاخضر
وبيرجعلى بايده نضيفة 
نفسه عفيفة وزى السكر 
وطيابته بتبان فى عينه 
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قولى كمان يا صبيه عليه 
فارس حلم بتتمنيه 
بيكون وصفه يا مسلمة ايه 
يلا قوليلنا يلا قوليلنا يالا قوليلنا واحكى عليه
بتمناه انه يقدرنى
يبقى ولى القلب وأمرى 
والليل لو بتطول اوقاته 
يبقى ونيسى ونجمى وقمرى 
وانا عمرى عمرى ما اعصيه 
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قمر العاطى انك تلاقيه 
زى ما كنت بتحلمى بيه
واهو جالك دلوقتى الفارس 
يسعد قلبك ويهنيه 
يسعد قلبك ويهنيه
قمر العاطى انك تلاقيه 
زى ما كنت بتحلمى بيه
واهو جالك دلوقتى الفارس 
يسعد قلبك ويهنيه 
يسعد قلبك ويهنيه
أما فى الخارج وعند الرجال جلس فارس أمام والد مهرة وبدأ المأذون فى أجراءات عقد القران نظر فارس حوله نظرة سريعة فلم يجد أثر ل عمرو رغم وجود والدته وزوجته بالداخل ولكنه لم يأتى حتى الآن 
كان يريد أن يكون عمرو أحد الشهود على الزواج ولكنه تأخر للغاية عن الموعد المتفق عليه لاحظ
بلال نظرات فارس فنهض من مكانه وذهب إلى فارس وانحنى يحدثه فى أذنه
قائلا 
يتدور على أيه 
همس له فارس 
عمرو أتاخر أوى
أخرج بلال هاتفه واتصل به ولكن الهاتف مغلق أنحنى مرة أخرى وقال لفارس
التليفون مقفول بس متقلقش يمكن الشبكة
واقعة ولا حاجة وبعدين ده جاى من سفر يعنى يمكن السوبر جيت اتأخر على ما طلع
أومأ فارس برأسه بقلق وانشغل مع المأذون فى الأجراءات حتى انتهى العقد وبدأت رحلة الأمضاءات الطويلة أنهى فارس آخر توقيع له وارتسمت على وجهه علامات السعادة والفرحة والشوق والحب قد عبرت تسللت وانطلقت مرتحلة أخيرا من بين قضبانها بداخل قلبه ولتنطق بها قسمات وجهه معلنة عن شوقها البالغ لزوجة العمر وشريكة الطفولة والصبى خرجت والدة فارس وأخذت الدفتر الكبير ودخلت إلى مهرة لتوقع هى الأخرى موافقة على
أهداء عمرها وقلبها وكيانها له بدون منازع ولا شريك كما كان دائما ولكن هذه المرة يرتبطان برباط مقدس لا ينفك بينهما أبدا برغبتهما كانت توقع على العقد ويديها ترتعش وجسدها ينتفض لا تستطيع تفسير هذه الحالة ربما من الجائز أن نقول عنها حالة حب!
أغلق المأذون دفتره وهو يدعوا لهما بالبركة والرزق وبدأ الجميع فى ترديد الدعاء لهم خلف بلال الذى كان يردد بارك الله لهما وبارك عليهما وجميع بينهما فى خير 
غادر المأذون وبعد قليل وقف بلال فى المنتصف
بين الجميع وقال بصوت عالى 
ودلوقتى جه وقت الامتحان
وده للكل ها
نظر له الجميع بتساؤل فقال 
انا هسأل سؤال واحد ولازم الكل يجاوب عليه
بدأت الابتسامات تعلو الوجوه وبلال يقول 
هو سؤال واحد كل واحد فيكوا أتجوز ليييييه
نظر له الجميع وبدأوا بالضحك فاشار لهم أن يصمتوا وقال 
مبهزرش انا عاوز أجابة
بدأ الجميع فى الهتاف بمرح 
ايه يا عم ده بنتجوز علشان نتجوز
بنتجوز علشان نخلف ويبقى عندنا عيال
بنتجوز علشان أهالينا يرتاحوا
بنتجوز علشان أمهاتنا دعوا علينا فى ساعة عصارى
ضحك الجميع من أجابات بعضهم البعض فتوجه بلال إلى فارس وأخذ بيده يوقفه وقال 
وانت بقى يا عريس بتتجوز ليه
أبتسم بلال وقال 
علشان أفتح بيت مسلم وأخلف عيال أربيهم تربية صحيحة أنفع بيهم الدنيا والدين من الأنسانة اللى اخترها قلبى
صفق بلال بيديه فاستجاب له الجميع وصفقوا وهم يضحكون بينما قال بلال 
دى أجابه نموذجية يا جماعة
ثم نظر إلى والد مهرة وقال متعجبا
ينفع بقى البنت اللى اخترها قلبه تبقى قاعدة جوا وهو قاعد مع الشنابات دى
ضحك الجميع مرة أخرى ونهض والد مهرة مبتسما وهو يقول 
طب استنى لما ادخل اشوف الطريق
دخل والد مهرة وطرق على الباب فخرجت له أم يحيى فقال لها 
خلى البنات تلبس علشان العريس عاوز يقعد مع عروسته شويه
ابتسمت ودخلت على الفور وقالت بصوت مرتفع 
يالا البسوا يا بنات العريس عاوز يدخل
أحتقن وجه مهرة وهى تبحث عن ملابس أو حجاب أو أى شىء
فضحكت عزة وهى تقول لها 
يابنتى ده خلاص بقى جوزك يا هبلة
أرتدت النساء ملابسها ووضعت عبير نقابها على وجهها وقبلت مهرة وانصرفت بدأت النساء فى الأنصراف ونهض فارس ليدخل لحبيبة قلبه ليراها لأول مرة دون محاذر أو قيود أو خجل ولكن تأتى الرياح دائما بما لا تشتهى السفن دخل والد عمرو وأخيه محمود وهو يهتف موجها حديثه لفارس 
أحلقنا يا فارس يابنى عمرو اتقبض عليه وهو جاى فى السكة
حدق به فارس وابتلع ريقه وهو يصيح به 
أتقبض عليه يعنى ايه و ليه
صاح والد عمرو وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة 
وهو جاى فى السكة طلعت حملة تفتش السوبر جيت ولقوا فى شنطته حتة آثار فرعونى
تمتم فارس بذهول 
آثار فرعونى !!
الفصل الحادى والثلاثون
فارس عمرو وربت على ظهره مطمئنا وأجلسه وجلس بجانبه
ممسكا ب ه وهو يقول 
متخافش يا عمرو إن شاء الله هتطلع منها أحكيلى كل حاجة حصلت معاك وازاى حتة الآثار دى دخلت شنطتك !
أستند عمرو برأسه بين كفيه وهو يهزها نفيا قائلا بإنهيار
مش عارف يا فارس مش عارف
ثم رفع رأسه إليه وقد بدا فى عينيه الرجاء وهو يقول 
أنت مصدقنى يا فارس مش كده أنت مصدق انى ماليش دعوه بالحاجات دى ولا اعرفها
أمسك فارس ه وهو يشد عليه مطمئنا ويقول 
مصدقك طبعا يا عمرو أنت صاحبى واخويا وأنا عارفك كويس بس براحة كده علشان
نفهم ازاى ده حصل أحكيلى كل حاجة فى حد فى شغلك مضايق منك ولا بيكرهك 
عمرو كفيه فى بعضهما البعض وهو يقول 
انا دماغى متشتته يا فارس مش عارف أجمع أى حاجة أنا علاقتى بزمايلى فى الشغل علاقة كويسة أوى 
ثم تنبه فجأة وهو يقول بإضطراب 
يمكن بس واحد هو اللى كان بيكرهنى فى الأول بس من فترة كده بقى كويس معايا خالص وبقينا اصحاب
عقد فارس بين حاجبيه وقال مكررا 
مين ده وكان بيكرهك ليه وبقى كويس معاك من أمتى بالظبط 
مسح عمرو وجهه بيديه بقوة نافضا عن نفسه التشتت الذى يشعر به وقال 
بص يا فارس أنا هحكيلك كل حاجة بس الكلام ده يبقى بينا وبين بعض علشان الكلام مايوصلش لمراتى بأى حال من الاحوال 
أومأ
فارس برأسه وهو يشعر أن المشكلة أكبرمما كان يظن مال عمرو للأمام مستندا على قدميه وبدأ يقص على فارس ما حدث له فى هذه الشركة منذ أول لحظة وطأت قدمه فيها وحتى هذه اللحظة كان فارس يستمع إليه مشدوها مما يقول كيف تكون المهندسة إلهام بهذه الأخلاق وهى أخت الدكتور حمدى !! الرجل الذى مبادئه غير قابلة للمساومة أو التجزئة ماهذه العائلة الغريبة التى تحيط بالدكتور حمدى ألايكفى فى عائلته شخص مثل باسم ابن خالته لتصبح إلهام أخته أيضا بهذا الأنحدار الأخلاقى الذميم !
أنتهى عمرو من سرد قصته على فارس الذى تمتم
 

تم نسخ الرابط