مع وقف التنفيذ

موقع أيام نيوز


ها يلهج بفزع
يا حبيبى يابنى ياترى انت فين يابنى
ألبستها مهرة حذائها سريعا والتقطت مفتاح الشقة ونزلا سويا يهرولا إلى حيث عمرو 
لم تستطع عزة أن تنتظر كثيرا وهى تراه من النافذة أندفعت تفتح باب الشقة لمقابلته لا تعلم كيف كانت تقفز درجات السلم كان قد سبقها وصعد السلم بقفزات أسرع وأوسع منها وأخيرا التقيا ت

ا ت ا بقوة واندفاع كل منهما رمى بجسده باتجاه الآخر البكاء هو سيد الموقف أسرعت أم عزة
تتصل بعبير وتخبرها بالأمر دخلا شقتها بين والدها ووالدتها التى هتفت
حمد لله على سلامتك يابنى
جوهو ينظر إليهم بشوق قائلا
الله يسلمكم 
كان الباب مفتوحا ولم هناك مجالا لطرقه أندفع والده ووالدته وأخيه محمود نحوه ي انه من بين دموعهما ثم تركوا المجال لأخيه لي ه بلهفة وشوق ل أخيه الأكبر الذى طالما استمع إليه وأرشده فى طريقه دخلت أم فارس بعدهم مباشرة وفى أعاقبها مهرة أطمئنت أم فارس عليه ونظرت له متسائلة وهى تخشى السؤال عن أبنها حتى لا يأتيها خبر مفجع ولكن مهرة لم تنتظر كثيرا فهى على يقين أنه بخير لو كان حدث له شىء كانت قد شعرت بذلك فقالت بلهفة 
فين دكتور فارس ودكتور بلال يا بشمهندس
أبتسم عمرو والجميع محيط به وهو يقول 
الحمد لله كويسين أوى وبيطمنوكوا عليهم
قالت أم فارس بلهفة بعد أن أطمئن قلبها 
مخرجوش معاك ليه
هز رأسه نفيا وهو يقول 
مش عارف مقدرتش اعرف حاجة خالص بس اطمنوا طالما انا خرجت يبقى هما كمان هيخرجوا قريب ان شاء الله بس هما كويسين والله وباعتين السلام ليكوا كلكوا وبيطمنوكوا
قالت أم فارس بجزع 
ازاى يابنى بس ده الظابط اللى جه خده قعد يقول بتعمل قنبله فى بيتك
طمئنها عمرو قائلا 
صدقينى يا طنط والله كويسين ومفيش تهمة متوجهه لحد خالص وكل اللى عرفناه ان فى حد
هو اللى شكنا بلاغ ووصى علينا بس مين هو ده منعرفوش لحد دلوقتى بس متقلقوش أنا هفضل ورا الموضوع ده مش هسيبوا غير لما
اعرف
قال كلمته والټفت إلى زوجته الجالسة بجواره ومستندة برأسها على ه وقال 
أتصلى باختك وطمنيها على جوزها
خرجت أم فارس ومهرة من بيت والد عزة مطرقتان برأسيهما بحزن وأسى لا يعلمان ماذا ينتظرهما فى المستقبل 
أستندت عبير إلى ظهر سريرها وعينيها تلمع بالدموع ألتفتت إلى الوسادة الخالية بجانبها وإلى الفراغ الذى طالما كان يحتله جسده بجوارها وارتسمت على جانبى شفتاها ابتسامة حزينة وهى تتذكر الرسالة الشفوية التى أرسلها مع عمرو وحشتينى أوى وبضمير تناولت وسادته وهى تستلقى على جانبها الأيمن واحتضنتها بقوة وهى ترويها بدموعها هامسة 
وانت كمان وحشتنى أوى يا بلال
طرقت والدته باب غرفتها فوضعت الوسادة مكانها ومسحت دموعها واتجهت للباب وفتحته وعيونها المعذبة تفضح حزنها أخذتها والدته من ها وخرجت بها خارج غرفتها إلى الأريكة التى يعتادون الجلوس عليها أجلستها كالاطفال والتفتت إليها قائلة 
عارفة يا عبير أول مرة خدوا بلال فيها كنت ھموت من الړعب والخۏف عليه وكانت دماغى كل ثانية تودى وتجيب
مش عارفة عايش ولا لاء لما قعد هناك كام شهر وطلع بعدها حسيت أن بلال اتغير أوى أتغير للأحسن وساعتها قالى كلمة عاجبتنى أوى قالى الدهب لازم يتعرض للڼار علشان يبقى نقى علشان كده مش عاوزاكى تخافى من ال دى ال دى اللى بتنقينا وتنضف قلوبنا وتشيل منها أى حاجة غير ربنا 
أومأت عبير برأسها وهى تنظر لها قائلة 
معاكى حق يا ماما
ثم قبلت كفها وقالت
ربنا يخاليكى لينا
ربتت أم بلال على رأسها بابتسامة حنونة فقالت عبير 
المركز مش هينفع يفضل مقفول كل ده أنا هتصل بالممرض اللى كان مسؤل عن المركز واخاليه يرجع تانى وكل الناس اللى جلساتها اتلغت من غير سبب يتصل بيهم يقولهم ان المواعيد كلها اتأجلت علشان بلال مايفقدش المرضى اللى كانوا بيتابعوا معاه واهو يفضل فى المركز يعمل اللى يقدر عليه أكيد بلال كان بيعلمه شغله يعنى ممكن يمشى المركز شوية لحد ما بلال يرجع بإذن الله المهم المركز مايتقفلش أبدا
وقف عمرو أمام حجرة مكتب إلهام وتنفس بقوة ثم طرق
الباب أتسعت ابتسامتها وهى تنهض من خلف مكتبها مسرعة وقالت 
حمدلله على سلامتك يا حبيبى
عمرو قائلا 
ياريت حضرتك تقبلى استقالتى
نظرت إلى الورقة ثم رفعت رأسها إليه ثانية وهى تقول باستنكار 
أستقالتك !! ليه يا عمرو ليه
أتجه نحو مكتبها ووضع الأستقالة عليه بهدوء والټفت لها عاقدا يه أمام ه قائلا 
هكلمك بصراحة أنا الأول كنت متردد فعلا وكنت بقول مفيهاش حاجة
طالما
مش بعمل حاجة غلط وبينى وبينك كنت معجب بكلامك ليا
أبتسم ساخرا وهو يقول 
راجل بقى وفرحان بشبابى وان فى واحدة بتحبنى وعايزانى وبتعمل المستحيل وهو يردف بصوت خرج من بين جدران السجون قائلا
لكن اللى شوفته يخلينى أبيع الدنيا دى كلها واعرف ان الدنيا دى متسواش حاجة
ألتفت إلى مكتبها وهو يستند عليه قائلا
فى عز الوقت اللى كنت فرحان بيه بنفسى وبوسامتى شوفت شباب صغير قد اخويا محمود بيتعذب ويتجلد ويتكهرب وفى الآخر ېموت لمجرد أنه بيحافظ على صلاة الفجر لمجرد انه قال لظابط أتقى الله 
ألتفت إليها مرة أخرى وهو يقول 
كل ده وانا كنت عايش مع نفسى ولا اعرف أى حاجة عايش علشان اكل واشرب والبس واشتغل وبس معرفش الظلم وصل لحد كده ازاى 
هتفت الهام مقاطعة 
عمرو أنت شكلك أعصابك تعبانة خد أجازة ارتاح شوية
هز رأسه نفيا وقال بتصميم 
آسف يا مدام أنا مصمم على الأستقالة
لمعت عينيها بالدموع وهى تحاول الوصول لنقطة اتفاق قائلة 
طب اسمع بس يا عمرو خاليك فى الشركة وانا اوعدك انى مش هتكلم معاك تانى كلام يضايقك أو يحسسك أنك بتعمل حاجة غلط
نظر لها بترقب وهو يقول 
مقدرش مينفعش أحط نفسى فى الفتنة واقول انا جدع وقدها وقدود
أبتلعت ريقها وقالت بتماسك 
طب يا عمرو لو فى شغل بعيد عنى ت 
قال بشك 
شغل ايه
ابتسمت بتوتر وهى تقول 
شركتنا داخله شراكة مع شركة سياحة هنبنى فندق سياحى فى مكان جديد اسمه وادى الريان هنبقى أول فندق فى المكان ده المشروع ده ضخم ياعمرو وهيطلعلك منه مكافأة حلوة أوى ممكن تبدء بيها حياتك العملية وتفتح شركة هندسة صغيرة كده على قدك ها قلت أيه
صمت قليلا يفكر فى الأمر فقالت 
متقلقش مش هتبعد عن بيتك كتير هتنزل أجازة يومين فى الأسبوع تلات شهور والمشروع يخلص مش كتير يعنى بالنسبة لطبيعة شغلك
نظر إليها بتسائل وقال 
واشمعنى أنا اللى عاوزانى اشتغل المشروع ده ليه
مدتيهوش لنادر ولا حد تانى غيرى
عقدت يها وقالت بخفوت 
مش هينفع اجاوبك علشان وعدتك انى مش هقولك كلام يحسسك انك بتعمل حاجة غلط ها فهمت ولا اقول بصراحة 
صمت قليلا يفكر وجدها فرصة من الممكن يبدء بها حياته بعيدا عنها وعن فتنتها وستضمن له مستقبل جيد بالحلال وأخيرا خرج عن صمته قائلا 
موافق بس محتاج شوية وقت علشان عاوز اتابع موضوع صحابى اللى حضرتك مهتمتيش بأمرهم
ابتسمت وقالت بثقة 
متقلقش هيخرجوا قريب اللى خرجوك هيخرجوهم هما بس معرفوش يطلعوهم معاك بسرعة علشان واحد فيهم متوصى عليه جامد والتانى اعتقل قبل كده 
أستدار عمرو بإنفعال قائلا 
معرفتيش مين اللى وصى عليه بالطريقة دى
تناولت خصلة من شعرها تلفها حول أصبعها وقالت متعجبة 
الحقيقة عرفت بس مستغربة أوى
قالت كلمتها الاخيرة ثم توجهت لمكتبها وجلست خلفه وهى تنظر إليه بتأمل وهو يقول متلهفا 
مين مين اللى عمل كده
مطت شفتاها وهى تقول ببطء 
مراته
توجه نحوها وأتكأ على المكتب بقبضتيه وهو يقول منفعلا 
مرات مين
رفعت
حاجبيها وقالت 
مرات صاحبك المحامى ده
أتسعت عينيه وهو يردد بذهول 
دنيا
رفعت كتفيها بحيرة وهى تقول 
مش عارفه كل اللى عرفته ان مراته هى اللى بلغت عنه وحطت أساميكم معاه
هتف صائحا پغضب 
أنت متأكدة من الكلام ده
مالت للأمام وقالت بثقة 
طبعا يا عمرو المعلومة دى من فوق أوى
تركها وخرج مهرولا للخارج والڠضب يعتمل فى ه والغريب أنه لا يدرى لماذا تفعل زوجة بزوجها هذا مهما كانت بينهما خلافات ومشاحنات كيف تستطيع أن تفعل به ذلك ما الداعى إذن ما الداعى !!
هبت أم فارس واقفة وهى تهتف به مستنكرة 
بتقول ايه يا عمرو انت اټجننت ولا أيه
وضعت مهرة يدها على فمها فزعا وهى تحدق به وهو يقول 
زى ما بقولك كده يا خالتى اللى جابلى
المعلومة هو اللى خرجنى من هناك م دلوقتى بقى انا عاوز اعرف أيه اللى يخلى زوجة تبلغ عن جوزها وعن صحابه كمان
جلست أم فارس هاوية وهى تقول بشرود 
والله يابنى ما اعرف فارس مكنش بيحكيلى على حاجة خالص تخص حياته معاها
تدخلت عزة وهى تقول بحدة وڠضب 
علشان كده مكنش باين عليها الزعل ولا الخضة الحقېرة 
كتمت مهرة بكائها
وهى تنظر إليهم غير مصدقة ما تسمع من هذه التى تعاشره وتتعامل معه ثم تسىء عشرتها له بهذا الشكل الفج
حتى وإن ضاع الحب أين الأنسانية أين الضمير كيف تجرؤ شعرت أنها انفصلت عنهم وجدانيا فى دوامة أخرى لا تسمع ولا ترى سوى انفعالتهم أمامها وكأنهم فى غرفة عازلة للصوت ظلت هكذا وأخيرا استطاعت أن تسمع هتاف عمرو وهو يقول 
أنا هعمل المستحيل علشان اطلع تصريح
بالزيارة لازم اقابله واقوله على كل حاجة
لم تشعر بنفسها إلا وهى تهتف برجاء قائلة 
لا لاء حرام عليك مش كفاية عليه السچن كمان يعرف كده وهو مش عارف يتحرك ولا يعمل حاجة ولا قادر يعرف هى عملت كده ليه أنت كده هتزود ه
نظرت لها عزة نظرة متفحصة بينما قالت أم فارس 
صح مهرة معاها حق بس الله يخاليك يا عمرو تحاول تخالينا نزوره أحنا مش هنقوله على حاجة بس نزوره ونطمن عليه وحشنى أوى
هدأ عمرو قليلا وجلس بجوار عزة قائلا 
محدش يجيبلها سيرة اننا عرفنا حاجة ولو اتصلت كلموها عادى وانا هروح للدكتور حمدى وهو ان شاء الله هيقدر يخالينا نشوفهم ونطمن عليهم
قالت أم فارس بلوعة 
ماهى قالتلنا انه تعبان وسافر يتعالج
نظر عمرو أمامه باشمئزاز وهو يقول 
مش لازم نصدقها فى أى كلمة قالتها أنا هدور عليه بنفسى لحد ما الاقيه وبعدين هو يبقى اخو صاحبة الشركة اللى انا شغال فيها يعنى سهل أوصله 
عاوزه أيه يا نورا أنا مش فايقة
قالت دنيا عبارتها تلك وهى تستند إلى ظهر مقعدها فى تأفف شديد بينما نظرت لها نورا باستنكار وهى تقول 
أنت بتكلمينى كده ليه يا دنيا هو انا جاية اشحت منك وبعدين متنسيش انى مديرة المكتب يعنى أسلوبك لازم يكون أحسن من كده معايا
ت دنيا سطح المكتب بعصبية وقالت 
مديرة على نفسك أنا يا ماما ابقى مرات فارس ودراعه اليمين هنا فى غيابه عارفة كده ولا لاء
عقد نورا يها بتحدى قائلة 
الدكتور فارس مدانيش تعليمات بكده ولو حضرتك عاوزه تقعدى فى المكتب ده مكانه يبقى لازم هو اللى يقولى كده فى الأول
زفرت دنيا بقوة وقالت بتعالى 
قولتلك
 

تم نسخ الرابط