حكاية رحلة اثام بقلم منال سالم
المحتويات
الإنجازات التي جاء بها مهاب من خارج البلاد لعدة دقائق قبل أن يغير سامي الحوار لموضوع آخر بقوله النزق كويس إنه موجود عشان نفاتحه في موضوع الجواز رفع بصره إليه متسائلا في دهشة مستهجنة جواز حينئذ تكلم فؤاد موضحا أيوه أخوك شايف عروسة مناسبة ليك فيها كل المواصفات المطلوبة سكت لهنيهة لينطق بتريث جعل من حوله يصاب بالصدمة وعيناه مرتكزتان على وجه شقيقه معلش يا سامي أنا مضطر أرفض العرض بتاعك استشاط الأخير ڠضبا مما اعتبره تمرده غير المقبول وهاجمه في الحال إنت عارف دي تبقى بنت مين ثم حدجه بنظرة احتقارية مملوءة بحقده العميق تجاهه قبل أن يتم جملته هي لولا إنها عاوزاك مكونتش تحلم تتجوزها رد عليه ببرود تام قاصدا إهانته كذلك ده لأن طموحك على أده زي مخك لم يتحمل ازدرائه بهذه الوقاحة فصاح به بنبرة مرتفعة وهو يرفع إصبعه في وجهه مهددا اتكلم عدل معايا تجاهله عن عمد واستدار مخاطبا أبيه اسمحلي يا بابا أفهمك وجهة نظري كان لا يزال فؤاد على هدوئه الحذر فأردف وهو يسترخي في مقعده الوثير أنا سامعك عدل مهاب من وضعية جلوسه وأصبح أكثر انتصابا بظهره وهو يستفيض شارحا أنا معروف عني برا إني دكتور ناجح من عيلة كبيرة ليها سمعة زي البرلنت مش أي حد يقدر يناسبهم فطبيعي أكون محط أنظار بنات كتير وخصوصا لو كانوا بنات الأمراء وأصحاب السلطة حانت منه نظرة جانبية نحو شقيقه الحانق قبل أن يعود للتحديق في وجه والده متابعا بنبرة مؤكدة وأظن دول مش أي حد أنا بس بدور على واحدة فيهم تقدر تدي لعيلتنا مش تاخد مننا فاعذرني يا فؤاد باشا لو كنت مأخر الجواز ده منحه والده نظرة غامضة ومع ذلك استمر يقول بنفس اللهجة الثابتة والواثقة أنا راجل عملي وببص لقدام ظن سامي أن والده سيثور عليه سيؤنبه وربما يهدده بحرمانه من مزايا الانتساب لعائلة الجندي جراء معارضته للأمر لكنه صعق كليا عندما عنفه محولا الدفة ضده ليصبح في موضع تقصير شايف دماغ أخوك يا ريت تتعلم منه عندئذ نهض مهاب واقفا ألقى ببسمة متشفية ناحية شقيقة ليعاود التطلع إلى أبيه متسائلا تؤمر بحاجة تانية يا باشا أجابه بالنفي المشروط لأ بس مستنيك على العشا هز رأسه في طاعة وهو يخبره طبعا ليا لي الشرف مرة ثانية سلط نظره على شقيقه ليرمقه بهذه النظرة الشامتة ثم ودعه سلام يا سامي ليك يوم يا مهاب يتبع الجزء الثاني من الفصل الثامن الفصل الثامن الجزء الثاني اللعبة الوضيعة هدأت خواطرها المزعوجة إلى حد كبير بمرور عدة أيام فكان إنهاك نفسها ما بين الدراسة والتدريب كفيلا بإعطاء عقلها هدنة مؤقتة لعدم التفكير فيما يؤرقها أو حتى في تقريع نفسها كويس إني لاقيتك استدارت ناظرة إلى صاحب الصوت المألوف فقالت بتعابير جادة وبنبرة رسمية للغاية خير يا دكتور ممدوح تقدم ناحيتها وهو يحمل في يده عددا من الكتب الضخمة أنا عديت عليكي كذا مرة بس مكونتيش موجودة بررت له بنفس الطريقة المتحفظة أيوه كان عندي آ لم يمهلها الفرصة للشرح حيث قاطعها قائلا وعلى وجهه هذه الابتسامة الصافية مش مشكلة اتفضلي نظرت إلى ما يحمله باندهاش متحير ثم سألته إيه دول تحرك متجاوزا إياها ليتجه نحو مكتبها وضعهم بحذر على سطحه ونظر إليها موضحا بهذا الوجه المبتسم بصي يا ستي دي مراجع وكتب متخصصة هتساعدك في دراستك تبعته عائدة إلى مكتبها ثم راحت تتفقد كل كتاب على حدا وقالت في تعبير ذاهل وهي تجول بعينيها المتشوقتين بين أغلفتهم دول إصدار حديث أكد لها أيضا بنظرة مهتمة أيوه ومحدود مش مع أي حد أنا مش عارفة أقول لحضرتك إيه أنا هحافظ عليهم زي عينيا رد بما يشبه النصيحة وهو يشير لها بسبابته المهم تستفيدي منهم بلا تفكير أخبرته أكيد دول كنوز عرض عليها في لباقة وقد تأهب للخروج تعالي أوصلك في طريقي ترددت للحظة متذكرة كيف استغلت ابتهال الفرصة لتفسير الموقف على هواها وبما يسيء مافيش داعي تتعب نفسك في عربية بتوصلني رأى كيف تغيرت ملامحها للرسمية فاعتقد أن فسحتهما الأخيرة قد أصابت الهدف من ورائها وأفسدت ما نما بينها وبين مهاب من ود وتقارب لذا تعمد اللعب على نفس الوتيرة المحاذرة معها وقال بعد نحنحة سريعة مش حابب أكون بضغط عليكي بس لو ده يريحك فأنا معنديش مانع استحسنت تفهمه لموقفها فاستطردت ممتنة شكرا على الكتب والمراجع لم تخبت ابتسامته المهذبة المرسومة على ثغره وأردف وهو يهم بالخروج دي حاجة بسيطة عن إذنك يا دكتورة شيعته بنظراتها المتشككة إلى أن اختفى عنها لتعاود المكوث بمفردها في غرفتها وهي شبه حائرة في شأنه تساءلت
في توجس شديد دي لو عملت كده أبقى أنا ضعت على الفاضي التنازل يبدأ بمرة تتنحى فيها المبادئ جانبا ثم يستمر
متابعة القراءة