مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
عامر الى الطبيب ليتفقد وضعها والاطمئنان عليها وبعد ان أنتهى الطبيب من فحصها وعلم بنوبه الاختناق التى تداهمه من حين لاخر لذلك طلب منها الطبيب عدم التوتر وان تواضب على البخاخ الخاص بها بعدما غادرت غرفه الطبيب نظرت الى عامر بتحذير
عامر ماتقولش لحد على اللى حصل وأنا هفضل جنب بابا وماتقلقش عليه
اومت براسها حاضر
صدح رنين هاتفه استوقفه عن السير ثم نظر الى فيروز طيب ياقلبي اسبقيني انتي وأنا هكلم بسنت وهحصلك .
ابتعد عامر ليجيب على زوجته بينما فيروز تسير بالممر متوجهه الى غرفه والدها الا ان استوقفها صوت يهتف باسمها وعندما ادارت وجهها لتعلم من صاحب الصوت لتتفاجئ بوجود تيام النحاس يقف امامها ويحمل بيده باقه من الزهور يقدمها إليها وعلى محياه ابتسامه عذبه
جحظت عيناها پصدمه غير مدركه لوجوده
قرب منها الباقه واعاد يهمس برقه تسمحيلي تقبلي الورد ده اقدر اطمن على والدك
تداركت الموقف وهزت رأسها بالنفي الله يسلمك ومتشكره على الورد بس بابا حاليا لسه خارج من الرعاية وممنوع الزياره أنا اسفه
مافيش المشكله ربنا يشفيه ويرجع بيته بالسلامة صحته أهم أنا مضطر امشي ولو احتاجتي لاي حاجه ياريت تكلمينى
اخرج الكارت الخاص به واعطاه اياها دي تاني مره اديكي الكارت بتاعي وهنتظر منك مقابلة فى مكتبي بعد لم بابا يخرج ويرجع البيت لازم تشرفيني الشركه لان محتاجك معايا
رفعت احدي حاجبيها بدهشه محتجالي أنا ..! ليه
اجابها بهدوء محتاج استفاد بخبرتك وصلني خبر انفصالك عن نديم واكيد سبتي الشغل شركتي تحت امرك فى أي وقت اتمنى تفكري كويس وتشرفيني
غادر المشفى وعلى ثغره ابتسامه حالمه يريد قربها وسوف يسعي للحصول على هذا القرب مهما كلفه الأمر ...
انهى عامر الاتصال وعندما اقترب من الغرفه وجد فيروز مازالت متسمره مكانها وتحمل بيدها باقه الورد اقترب منها بقلق
مالك يا روزتي ومين جاب الورد الجميل ده
ها ايه بس فى ايه مالك واقغه كده ليه وليه مادخلتيش عند بابا لحد دلوقتي
همست بضيق تيام النحاس كان هنا وهو اللى جاب الورد وعاوزني اشتغل عنده بعد لم عرف ان انفصلت عن نديم واكيد سبت الشغل
رفع حاجبه وردد بذهول وعرف كل ده منين هو عاوز يوصل لايه بالظبط
هزت رأسها نافيه ماعرفش ..
دلفو سويا لداخل غرفه والدها اقتربت فيروز من والدها قبلته برفق
ووضع عامر باقه الزهور اعلى المنضده وهو ينظر لصالح ألف سلامه عليك يا عمي
الله يسلمك يا حبيبي
نظرت فيروز لعامر عامر انت هنا معايا من الصبح روح اطمن على خالتو وعمو عبدالله وكمان عشان مراتك ماينفعش تقضي اليوم كله هنا
وأنا هفضل جنب بابا
همست دريه پحده أنا اللى هفضل جنب جوزي وكلكم هتروحو
ثم نظرت الى نبيل خد مراتك يا حبيبي وروحو ارتاحو أنتو ماسبتونيش لحظه من ساعه لم صالح تعب يلا يا رهام بابا بقى بخير روحي مع جوزك وبكره ياقلبي ابقى تعالي اطمني على بابا
نظرت رهام لوالدتها وارادت الاعتراض الا ان سبقها والدها اسمعي كلام ماما يا حبيبتي أنا بخير ومش عايزكم تفضلو تعبانين كده حواليه يلا لازم ترتاحو
ودعتهم رهام وقبلت والدها ثم غادرت المشفي برفقه زوجها .
نظر عامر لفيروز بترقب ولكن اصرت على الوجود بجانب والدها فلم تتركه يعلم بانها عناديه واصرت على رائيها فلم تغيره فودعهم هو الاخر ثم استقل سيارته متوجها الى منزل والديه ....
بدبي ..
بعد ان عاد من المطار انكب على مكتبه يحاول الهاء نفسه عن التفكير الذي سوف ېقتله ببعد حبيبته عنه واذا برنين هاتفه يصدح بالغرفه ليلتقطه وينظر لشاشته بجديه ليجد المتصل ليس الا سكرتيرته رنا .
اجابها باهتمام الو ايوه يا رنا ازيك عامله ايه
بعد عده دقائق من الحديث تبدلت ملامحه للعبوث واغلق الهاتف بضيق .
وعلى الفور قرر الاتصال بشقيقه ليعلم ماذا جرا بغيابه بمجموعه شركات ومصانع الصيرفي لم يتوقع بان ترك شخصا عديما للمسئوليه وسوف يهدم باسم والده ارضا .
تأفف بضيق وهو يضع هاتفه اعلى اذنه ويستمع لصوت الرنين يتكرر مرارا وتكرارا الا ان يتم فصل المكالمه ليلقى بهاتفه اعلى مكتبه پغضب ولم يجد حلا الا العوده الى القاهرة لانقاذ ما يمكن انقاذه فعلي مدار أسبوعين خسړت الشركه عده صفقات بسبب عدم وجود نبيل وانه غير مهتم بالعمل وهبطت اسهم منتجاتهم بالسوق المحليه وهذا ما اغضبه بشده ...
كانت تشعر بالارق فتمددت اعلى الاريكه بداخل غرفه والدها لم تستطيع الصمود اكثر من ذلك فخارت قوتها تحتاج الى النوم ذهبت فى ثبات عميق بعدما اطمىنت من نوم والدها أيضا وتركت والدتها لا تريد التحدث معها كما ترغب الأخيرة لذلك خلدت للنوم فى غصون لحظات ..
اما عن نبيل ورهام فعندما وصلوا الى جناحهم كل منهما انعش جسده تحت الماء وابدلو ثيابهم ثم دثرو نفسهم بالفراش فهم بحاجه الى النوم الهادئ فمنذ تعب والدها ولم يغمض لهم جفن الان بعدما اطمنوا لاستقرار حالته خلدو للنوم دون تردد .
قاد نديم سيارته بسرعه چنونيه بعدما أعطى اوامره لشخص اخر بتولي أمر الشركه بغيابه واخر ليتولي أمر المصنع نيابة عن زياد ثم توجه على الفور الى المطار ليجد الطاىره التى بها زياد اقلعت منذ نصف ساعه ظل بالمطار جالس ينتظر رحله أخرى متوجه الى القاهره ..
لم يجد رحله متوجه الى القاهرة الا بفجر اليوم التالي فظل منتظرا داخل المطار الى موعد الاقلاع ولم يكف عن اتصالاته بشقيقه الذي لم يجيب فقرر الاتصال بسكرتيرته ليتواصل معها لحظه بلحظه لتقص عليه الاخيره كل ما حدث بالشركه بعدما رحل عنها ليشتدد غيظا من تصرفات ذلك الاهوج ويتوعد له بانه لم يغفل عن تقصيره بعمل وخسارتهم الفادحه ...
عندما اتاته الاخبار التى تسعد قلبه بسبب الصفقات المبرحه التى حققتها شركته ومصانعه الخاصه ليضحك عاليا ويشعر بلذة الانتصار فلم يفتعل أي شي وياتيه الفوز بالمنقصات على طبق من ذهب دون عناء .
ليهمس داخله بنشوة الانتصار ولسه اللى جاي وفيروز معايا هتكون
دي القاضيه لابن الصيرفي
جلجلت ضحكته بارجاء مكتبه وهو يتخيل صډمه نديم عندما يجد زوجته السابقه تعمل مع الد أعدائه وسوف يجمعهم اكتر من مجرد عمل فهو اقسم بحياته ان يجعلها تشاركه حياته بموافقتها او رغمه عنها فلم يعد يصبر اكثر من ذلك ..
اشرقت شمس الصباح الدافئه التى تشع بنورها داخل الغرفه فجعلها تتملل فى نومها وتفتح عيناها تنظر حولها بلقلق لتعلم بانها داخل المشفى نهضت على الفور لتتفقد والدها لتجده ينام قرير العين نظرت حولها لتعلم بانه ظلت نائمه طوال الليل ولم تشعر بنفسها ولكن لم تجد والدتها دلفت المرحاض لتتوضئ وتصلي فرضها وتدعي ربها بان يشفي لها والدها الحنون التى لم تتحمل حياتها دونه فهو الشمعه التى تنير حياتها .
بعد ان صلت فرضها استمعت لسعال والدها المتكرر اقتربت منه بلهفه
بابا حبيبي مالك اجابلك مايه
وجدت عيناه ترقرق بالدموع اشرب ..
سكبت له الماء وحملت راسه بيدها تساعده على ارتشاف الماء
بعد ان ارتوي من ظمئه نظر لابنته ورفع كفه يلامس وجهها ويطبطب عليه برفق
ماتخفيش يا حبيبتي عليه أن الاوان خلاص
نظرت له پصدمه لم تفهم مقصده ليطلب منها ان تتماسك وتظل قويه وانه يصدقها فهو يعلم إبنته حق المعرفه ولن تهتز ثقته بها ابتلع ريقه ثم اكمل حديثة بعدة كلمات .
عمك ظلمني بس أنا مسامحه عشان خاېف عليه من عقاپ ربنا ليه بلغيه ان مسامحه خلي بالك من نفسك أنا مطمن عليكي مع عامر وعارف انك قويه وهتعدى أي محنه وربنا هيعوضك خير انتي وابنك
نظرت له بدهشه ليبتسم لها بحنان حسيت بيكي وبكل كلمه قولتيها وأنا فى الرعايه كان صوتك بعيد بس سامعه وكنت بحارب عشان افوق وانشف دموعك واخدك جوه حضڼي هو ده قوتك يا ريحانتي وهيكون سندك وحياتك الجايه ليه شوفي فين دريه عايز اقولها كلمتين بس
قبل ان ينهى حديثه دلفت دريه الغرفه لتتفاجئ بتعرق جبينه ويتحدث بتلعثم اقتربت عليه بقلق
صالح مالك ارتاح انت بتتكلم ليه
ابتلع ريقه وهو ينظر لها نظره مودع نظره اخيره باسمه خدي فيروز فى حضنك يا دريه فيروز يتيمه مالهاش غيرك ماتقسيش عليها انتي كمان
انسابت دموعهم بصمت ولم تقدر فيروز على الحديث ولكن تحدثت دريه من بين دموعها ماتقولش كده ربنا يخليك لينا كلنا وتكون سندنا العمر كله انت بخير يا صالح بلاش توجع قلبي بكلامك ده
هتفت بتوتر انا هشوف الدكتور بسرعه
أمسك بكفها يمنعها من تركه مافيش داعي يا بنتي لدكتور ماحدش يقدر يعمل حاجه فى أمر ربنا ودي ارادته وحده
خرجت من فاه نفوره من الډم لتقترب منه فيروز بخضه تحتضن راسه لتسانده وهى تتلاقه باحضانها لتخرج الډماء ثانيا ټغرق ملابسها و عينين والدها مسبله اعادته برفق لفراشه رفع سبابته لشهاده وتبادل نظراته الاخيره بين زوجته وابنته لتصعد روحه الى بارئها لتصرخ دريه صرخه مكتومه وتقترب من عيناه تسبلهم وهى تردد بصوت يكسوه الحزن ان لله وان اليه راجعون ان لله وان اليه راجعون
الفصل الثالث والعشرون
هبطت الطائره العائده من دبي فى صباح اليوم وعندما ترجل نديم من الطاىره انهى اجراءات الخروج من المطار ثم استقل سيارة أجرة تقله الى المنزل وفى غصون ثلاثون دقيقه كان يترجل من السياره امام فيلته ثم أعطى السائق مبلغ من المال وشكره ودلف لداخل وهو يشتعل ڠضب بسبب ما حدث من شقيقه ولكن عندما وجد جدته تلاشى غضبه واحتضنها بشوق فقد اشتاق لعناق تلك الحضن الدافئ
لم تصدق عائشه مقلتيها عندما وجدت نديم يتقدم منها بخطواته المتلهفه لرؤيتها لتغمرها السعاده وتحتضنه بقوه فبرؤيته ارتدت روحها داخل جسدها
وهمست بقلب ملتاع على بعاده يااا يا قلب عيشه واحشتني اوي يا حبيبي لم شوفتك روحي ردت ليه ماتبعدش عني تاني
قبل وجنتها بحب ڠصب عني يا امي حضرتك عارفه ان سفري كان هروب من نفسي ومن الدنيا كلها
نظرت له بحزن ويا ترى الهروب هو الحل ولم بعدت عننا ارتحت ولاقيت نفسك .
تحدث بصوت يكسوه الألم تعبت اكتر وبقيت زى التايه فى الدنيا ولا عارف ارسى على بر
ربتت على كتفه بحنان وهى تدعو له ربنا يريح قلبك يا حبيبي
متابعة القراءة