لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
قربي عايز أشبع من شوفتك قبل ما حد يدخل أنتي متعرفيش قد ايه كنتي وحشاني بجد أنا فرحان اني تعبت لو كنت أعرف من الأول أنك هتيجي لما اتعب كنت تعبت من بدري ومكنتش عيشت طول الفترة دي فى حزن وقهرة
اقتربت مرة أخرى تقبل مقدمة رأسه ثم قالت بحزن
أنا اسفة مكنتش أعرف أن غيابي هيعيشكم فى حزن بالشكل ده
طول السنين اللى فاتت سامحيني يابنتي مقدرتش احميكي من كل اللى حواليكي وسامحيني على معاملتي ليكي
أخذت تمسح وجهه من أثر البكاء قائلة بابتسامة رقيقة
مسمحاك بس أرجوك انسي كل اللى حصل كفاية ۏجع وحزن عيزاك ترجع بابا القوي لان لسه قدامك مهمة طويلة جدا علشان تعوضني وتراضيني كمان
ابتعدت فيروزة عنه لتقول بتوتر اقولك بس متزعقش ولا تتعصب
نظر إليها بطرف عينه ليقول بترقب قولي مټخافيش
هتفت سريعا كنت عند عمران فى بيته
ظل عامر محدقا بها ثم تحدث بضيق
يعني كنتي عند عمران بيه واتاريني بقول ليه الواد بيتعامل معانا بهدوء وبكل برودة أعصاب بعد ماكان بيعمل كل ما بوسعه حتى نلاقيكي لما كنتي مخطۏفة أتاري البيه مخبيكي عنده وسيبني الف حولين نفسي ومڼهار عليكي ماشى ياعمران الزفت لما أفوق والله لاوريك
بس دا ميمنعش بردو من أني أعلمه الأدب
هتفت فيروزة بضيق بابا لو حضرتك عملت حاجة له أو زعلته بكلمه بجد أنا همشي ووقتها مش هتعرفلي طريق كله إلا عمران
بجد أنا مش مصدق اللى بسمعه انتي خاېفة عليه للدرجاتي مني
خفضت رأسها بحرج ليكمل هو بأبتسامة
لا شكل الموضوع أكبر من كدا بكتير
ممكن حضرتك ترتاح شوية لأنك لسه تعبان وأنا هنادي الدكتور يجي يشوفك
بعد أسبوعين
فى القصر وتحديدا فى غرفة المعيشة كان يجلس عامر بين أفراد عائلته محتضن فيروزة فقد مكث فى المستشفي لمدة ثلاثة أيام أردف عمر بمرح
بينما الجدة تحدثت قائلة بأبتسامة ربنا يديم لمتنا ويبعد عننا أى حاجة وحشة
جاءت سارة من المطبخ وهى تحمل بيديها صينيه مليئة بأكواب العصير لتقدم لكل واحد منها كأسه الخاص ثم جلست بجانب زوجها قائلة بسعادة
قادرة أوصفلكم قد ليه أنا فرحانة
نظرت إليها فيروزة وتلك البسمة لم تفارق شفتيها فقالت وأنا كمان فرحانة بوجودكم حواليا وبعدين ياسارة يلا شدي حيلك وهاتلنا بيبي صغنون يقولي ياعمتو
تحدث أدم هذة المرة قائلا متقلقيش ياروزا قريب أوي وهيبقى عندنا بيبي
مرت دقائق وهم يتحدثون فى أمور عديدة فنهضت فيروزة من مكانها وأتجهت نحو الأعلي إلى غرفتها ثم أغلقت الباب خلفها وجلست على الأريكة لترجى مكالمة ينفع كدا بقالك يومين مكلمتنيش ميكنش ماصدقت تخلص مني
أتاها صوته الحنون قائلاابدا والله أنا قولت اسيبك تقضي وقت مع أهلك من غير ما
أزعجك تعرفي أن يومي وحش من غيرك
دا بجد ولا بتقولي كدا علشان أسكت ياعمران بيه
لا بتكلم بجد ياقلب عمران قوليلي بقا أخبارك ايه فى حد من اللى عندك مزعلك فى حاجة
اردفت الأخرى وهى تمسك بخصلات شعرها الذهبي قائلة لا بالعكس كلهم هنا بيحاولوا يعملولي أي حاجة علشان يفرحوني وده فى حد ذاته مخليني مبسوطة أوي
طب الحمدلله ربنا يفرحك دايما ياحبيبتي بقولك ايه
نعم
وحشتيني أوي يافيروزتي
اردفت بخجل قائلة وأنت كمان وحشتني
على بليل بعد ما أخلص الشغل هعدي على سيادة اللواء لان فى موضوع مهم هكلمه فيه
موضوع ايه
موضوع يخص الشغل فمتشغليش بالك
ماشى
أنهت المكالمة ثم خرجت من غرفتها وفى أثناء سيرها تعثرت قدميها فى أحدى فراش الأرضية كادت أن تسقط على وجهها بسبب ذاك الفستان الطويل لولا تلك اليد التى أنقذتها من هذة الوقعة التفتت بجسدها لترى وليد ممسكا بها فأبتعدت عنه سريعا قائلة بحياء
أنا اسفة مخدتش بالي
نظر إليها بصبر تام ليتفحص وجهها المشع بالبهجة فقال بأبتسامة عادي ولا يهمك بس خدي بالك بعد كدا لتقعي
أؤمات رأسها بنعم وهمت بالذهاب لكنه منعها ممسكا بها مرة أخرى قائلا ينفع نقعد مع بعض نتكلم شوية
تحدثت فيروزة بهدوء أشمعنا فى حاجة ولا ايه
مش شرط يكون فى حاجة بس احنا بقالنا فترة كبيرة مقعدناش مع بعض ولا اتكلمنا زي الأول ف لو ينفع على بليل وقت ماتكوني فاضية نقعد نسهر شوية فى حديقة القصر وندردش دا لو معندكيش مانع بجد هبقى ممتن ليكي بالشوية اللى هقعدهم معاكي
أجابته فيروزة بهدوء قائلة بأبتسامةتمام مفيش مشكلة
فى المساء خرج عمران من مكتب عامر وعلى ثغره ابتسامة سعيدة فقابلته فيروزة الذى قالت مندهشة
شكلك فرحان ياتري ايه اللى حصل جوا خلاك مبسوط بالشكل ده
على ما أعتقد اللواء هو اللى يملك الأجابة مش أنا
قطبت حاجبيها قائلة بفضول أنا مش فاهمة حاجة متقولي أنت
حبيبي متبقيش فضوليه كل حاجة هتعرفيها فى أوانها ماشى يافيروزتي
تنهدت بهدوء ثم قالت برقة خلاص ماشى هتعمل ايه دلوقتي تعالي اقعد معانا جوا شوية واهو تتعرف على العيلة أكتر
مسد على شعرها بحنان ليقول اعذريني المرادي فى وقت تاني لان مشغول ولازم أمشي
عمران
نعم
أنا مش عايزة اقعد هنا
نظر إليها ليقول متسائلا أومال عايزة تقعدي فين
ابتسمت بخفة ثم قالت بحياء عايزة ارجع أقعد معاك أنت متعرفش أن وجودك حواليا بيخليني حاسة بالأمان
ضمھا إليه مربتا عليها برفق هانت يافيروزة هانت وكل اللى بتتمنيه هيحصل قريب بإذن الله
أتاها صوته من بين أحضانه يعني ايه
فى وقتها هتعرفي
فى هذا الاثناء كان وليد يقف بعيدا خلف أحدى العمدان ينظر إليهما پغضب شديد فكان يشعر بالغيرة تفتك به ظل يحدق بهما ليعقد بداخله على فعل شئ قبل أن يفوت الآوان
بعد منتصف الليل كانت مستلقية على الفراش فأتاها صوت طرقات الباب فعدلت من جلستها وهى تأذن للطارق لتجد والدها يلج إليها قائلا بهدوء
نايمة ولا صاحية
تعالى يابابا أنا صاحية
جلس بجانبها لينظر بأتجاه فيروزة فرأئها تبتسم بخفة وبريق عيناها تلمعان فقال هو بأبتسامة تعرفي أن وجودك رد فيا الروح بجد أنا كنت حاسس پضياع وانتي غايبة عننا وأتمنى بجد من كل قلبي أنك متكونيش لسه زعلانه مني
ارتمت بين ذراعيه بخفة لتقول بهدوء
حبيبي أنا مش زعلانه منك تعرف يابابا أن أنا طول عمري قبل ما أعرف أني بنتك بجد كنت بتمني أبقى بنتك من لحمك ودمك لما عرفت بالحقيقة متعرفش أنا قد ايه فرحت بس اللى حصل خلاني أنسي الفرح وكل حاجة لكن دلوقتي خلاص رجعت حياتي لطبيعتها
ابتعدت عنه لتراه يبكي بحزن فالتمعت عيناها بالدمع لتقول
ليه بس العياط ياحبيبي هتخليني أعيط أنا كمان أخذت تجفف وجهه ثم اكملت علشان خاطري لو بتحبني بلاش حزن تاني أرجوك يابابا خلينا ننسي اللى فات ونبدأ من جديد
أجابها عامر بأرهاق وبكاء أنا كنت أب سيئ أوى يافيروزة فرقت بينك وبين أختك وكنت بهرب منك طول الوقت وظلمتك أوي وأجبرتك تتجوزي من الحيوان رائف وجيت عليكي كتير يوم لما قولتلك أرجعي لشقة الزفت مكنش هان ليا أخليكي تمشي كان ڠصب عني كنت موجوع اوي وخاېف ليحصلك حاجة وحشة وفى كل خطوة كنتي بتمشيها لقدام كانت روحي بتتسحب معاكي مكنش سهل عليا ابعت حته مني لحد المۏت برجليها أنا كل اللى عملته كان خارج أرداي
جاءت أن تتحدث فأمرها بالصمت ليكمل قائلا
بعد ما مشيت فى نفس اليوم عرفت أنك بنتي اللى خلفتها على قد ما حسيت بالفرحة على قد ما اتقهرت وكان سيناريو حياتك بيمر قدام عينيا عارفة ليه كنت بهرب منك دايما لان لما كنت بشوفك كنت بحس بۏجع فى قلبي كنتي بتفكريني بكارما وهي صغيرة حاجة جوايا بتقول انها أنتي وحاجة تانية تقول ازاى بنتك ماټت وانت دفنتها بنفسك وبسبب كل التفكير ده
كنت ببعد تعرفي يافيروزة أنك أكتر واحدة في أخواتك اللى ليكي معزة خاصة ومميزة فى قلبي حتى من قبل ما اعرف أنك بنتي الحقيقية بس مكنتش بابين ده عارف أن أنا كنت غبي أوي وبسبب غبائي كنت هضيعك مني بس أوعدك هكون ليكي الاب اللى بتتمنيه بس أنتي تكوني مسمحاني
قبلت يديه ثم رفعت رأسها إليها قائلة بحنان
لو مكنتش مسمحاك مكنش زماني موجودة معاكم هنا
أبتسم من وسط بكائه ليقول بهدوء كان زمانك دلوقتي عند عمران بالمناسبة فى موضوع بخصوص سيادة المقدم عايز أكلمك فيه
أردفت فيروزة بتوتر موضوع ايه
أجابها عامر بأبتسامة لطيفة الصراحة هما موضوعين واحد بخصوص عمران والتاني بخصوص وليد نظر إليها بهدوء ثم أكمل قائلا الاتنين طالبين أيدك
تحدثت الأخرى ببعض من الغباء طالبين ايدي ازاي مش فاهمة
ربت على يديها برفق ثم قال بنبرة سعيدة
عايزين يتجوزوكي وانا قولتلهم هاخد رأيها الأول وهى اللى هتختار مين اللى هتعيش معاه ف أنتي ايه رايك وليد كان خطيبك قبل كدا وكنتوا هتتجوزوا وانتي كنتي بتحبيه وهو كمان كذلك لسه بيحبك دا غير انه
اتغير فعلا وندمان على اللى عمله ومحتاج فرصة تانية وعمران شاب كويس جدا وراجل بمعني الكلمة وباين عليه بيحبك أوي
أخذت نفس عميق ثم قالت بهدوء
وليد مجرد صفحة وانتهت من أول ما قلعت دبلته وعمر اللى كان مابينا هيرجع تاني
عامر طب وعمران
اتسعت ابتسامتها وتوردت وجنتيها فقالت بحياء ورقة
اللى حضرتك شايفه صح اعمله وانا مش هعترض
أحتواها بين ذراعيه ليهتف بمرح
يبقى نقول مبروك مش كدا
هزت رأسها بالإيجاب فقال متسائلا بتحبيه
أجابته فيروزة قائلة بخجل
اه حضرتك متعرفش عمران بالنسبالي ايه يعتبر هو كل حياتي عمري ما حبيت حد زي ما حبيته ولا هلاقي راجل زيه يحبني بالطريقة دي دا عمل كل حاجة علشاني وحافظ عليا لما كنت فى
بيته وكان بيفضل سهران جمبي طول فترة تعبي ومكنش بيعرف ينام بسبب صړاخي طول الليل لما كنت بحلم بأحلام مزعجة
كان بيهون عليا كتير وهو اللى خرجني من اللى كنت فيه عمري ما هنسي وقفته معايا ولا حنيته عليا ولا الأمان اللى بحسه بيه فى وجوده هو قوتي وسندي وشريك حياتي
هتف عامر بأبتسامة بشوشة يااااه دا أنتي طلعتي واقعة يابنت عامر
دفنت رأسها بين ذراعيه أكثر ليمسد على شعرها بحنان أبوي وظل بجانبها طوال الليل ليعوض تلك الأيام الفائتة من غياب
بعد مرور ثلاثة أسابيع فقط أتفق عامر مع عمران على ميعاد الزفاف الذي سيقام بعد يوم بينما الليلة فقد أجمعوا الفتايات
على قيام ليلة حناء خاصة بالعروس فقمن بتزين القصر بتلك الورود والانوار المبهجة لتملئ المكان سعادة وفرحة ليس لها مثيل أخذ عامر الشباب خارج القصر بعد ما تم طردهم جميعا من قبل الفتايات ليتركهن على راحتهن فقد شاركت عائلة عمران بهذة المناسبة تحدثت الجدة بعد ما مشطت شعرها وتزينت فقالت بحماس
والله أنا متحمسة أوي بقالنا فترة كبيرة معملناش حنة فى بيتنا زي زمان
أجابتها نازلي بسعادة فعلا ياأمي ربنا يديم فرحتنا ويكتر من أفراحنا
التفتت ببصرها زوجة أحمد قائلة بأبتسامة
دلوقتي هيبقى فى عرض أزياء هيشتغل بعد شوية ايشي احمر واصفر وازرق هتبقى ليلة فل
الجدة خليهم يلبسوا ويفرحوا هو أحنا بيجلنا فرح كل يوم يعني
مر بضع دقائق لتأتي الفتياتات مرتدين افضل الثياب والمجوهرات ولكن فيروزة كانت أجملهن فقد ارتدت ثوب فيروزي يلائم لون عينيها وأطلقت سراح شعرها الذهبي الطويل للعناء تضع عليه تاجا من الماس فقد كان على هيئة فروع وردية رقيقة أعطت لها شكلا جذابا للغاية بينما لارين قامت بتشغيل السماعات على أغاني شعبية وامسكت بيد أختها لتتراقص معها لتتعالي صوت الضحكات السعيدة بداخل القصر
أتي الصباح بيوم مشرق لتبدا معه بداية جديدة فى حياة كل فرد من أفراد تلك العائلة كان هؤلاء الشباب يجتمعن مع العريس ليتم تجهيزه جيدا فهذا زوج شقيقتهم الكبرى فيجب أن يكون عريسا وسيما على أكمل وجه أتاهم صوت عمر جلاب المصائب قائلا بمرح
شوفت لما عملتلك مسك وشك نور ازاى أبقى تعالى كل يوم وأنا اروقك على الأخر
نظر إليه عمران ليقول بغرور أنا طول عمري منور مكنتش محتاج ماسكاتك أصلا
هتف عمر قائلا تصدق أنا غلطان اقول ايه خير تعمل شړ تلقى ثم أشار باصبعه على عمران الذى نظر إليه بطرف عينه
بينما أنيس قام بدفع عمر بعيدا وهو يحمل بيديه بدلت العريس فقال يلا ياعريس علشان البسك بدلتك والله وعشت اليوم اللى البس فيه عريس روزا حبيبتي
تحدث عمران بدهشة أنا ليه حاسس انكم شاربين حاجة أصل شكلكم مش طبيعي وبعدين ايه البسك دي هات ياخويا هلبس لوحدي هو حد قالك عني أني لسه عيل صغير
اجابه هذة المرة معاذ قائلا لا ياحبيبي دا نذر علينا قطعناه أن أحنا نلبسك بدلتك فلازم نوفي بيه
الټفت الأخر ببصره نحوه ينظر إليه پصدمة فأكمل أدم بتعجل يلا بقا ياسيادة المقدم كدا هتتاخر على العروسة هات ياأنيس البدلة خلينا نخلص
مرت عشر دقائق فقد ارتدي عمران البدلة السوداء وكان بكامل أناقته فأنه شاب وسيم حقا كما قال الشاب عمر
اطلق طارق صوت صفيرة عالية ثم قال بذهول
وربنا البدلة هتاكل منك حته ايه
الجمدان دا ياعمران
جاء العم أحمد من خلف ليضرب طارق بخفة على رأسه قائلا قوم بسم الله ماشاء الله يابأف هتحسد الواد وهو لسه مدخلش دنيا
بينما عند فيروزة كانت تنظر فى المرآه بتوتر شديد تتفحص نفسها جيدا فكانت ترتدي فستانا ابيضا منفوشا مرصع بتلك الورود والاحجار البيضاء اللامعة وكأنها قطعة من الالماس وتلك الطرحة الثقيلة تسيل على كامل جسدها فقد تم صنعه خصيصا لها أغمضت عيناها لتقول بصوت مهزوز متسائلة شكلي حلو يابنات ولا أوفر
لم تستمع إلى أصواتهن ففتحت عيناها مجددا لتراهم محدقين بها مالكم متنحين كدا
ليه شكلي وحش صح والله هعيط
دنت منها والدتها وجهها يشع بهجة وسرور قائلة بسعادة
بجد أنا مش مصدقة عيني الله أكبر عليكي طالعة زي البدر المنور
بجد ياماما
أجابتها نازلي بأبتسامة وعيون دامعة من فرط السعادة بجد ياقلب ماما خاېفة لحسدك ياروزا
تحدثت فيروزة بتوتر أومال هما باصين ليا كدا ليه أكيد في حاجة غلط فى شكلي او فى الفستان
اقتربت سارة ولارين وسهر ليضموها بقوة ليعبرون عن مدى فرحتهم بها فأردفت سارة بأبتسامة
والله انتي قمرين مش قمر واحد فعلا يابخت عمران بيكي
شاركتها الحديث لارين الذى قالت بمرح
فعلا يابخته طب تصدقي أنا خاېفة لما يشوف جمالك وحلاوتك يلغي الفرح
هتفت سهر بضحكة خفيفة والله مچنون ويعملها ربنا يستر
جاءت من خلفهم تلك الجدة العجوزة وهى تحمل بيديها مبخره قائلة بسعادة
وسعوا كدا يابنات خلوني أبخر حفيدتي وارقيها علشان محدش منكم يحسدها
أنتهت من حديثها وهى تدور حول فيروزة تقرأ لها بعض الآيات القرآنية وعند اذ ولج عامر إليهن لينظر إلى أبنته بسعادة فبدأ بالاقتراب منهما محاولا التحكم بمشاعر الابوة لديه بمنعها من تلك الزيجة الذى ستبعدها عنه ألتمعت عيناه بالدموع وهو يمرر بصره على فستانها ثم أقترب منها مقابلا مقدمة رأسها ليقول بصوت أشبه بالبكاء
ماشاءالله تبارك الرحمن بنتي ونور عيني خلاص كبرت وبقت أجمل عروسة فى الدنيا كان نفسي اقولك كلامك كتير بس حاسس أن لساني اتربط لما شوفتك فى فستانك أتمني ليكي السعادة دايما ربنا يبارك فيكي ويجعل ايامك مع جوزك كلها هنا وسعادة ياقلب أبوكي ومتنسيش أن بيت ابوكي مفتوحلك طول الوقت لما تحبي تيجي هتلاقيني فى استقابلك لو عليا يافيروزة مخلكيش تخرجى من هنا ولا تبعدي عن حضڼي بس دي سنة الحياة البنت لما بتكبر بتسيب بيت أبوها اللى اتربت فيه وفى حضنه وتروح بيت جوزها عارفة من رغم أني فرحان ليكي لكن جوايا زعلان أنك هتمشي وتسبيني جوايا أحساس صعب وحلو فى نفس الوقت
أرتمت فيروزة فى أحضانه قائلة پبكاء
خلاص الغي الفرح أنا مش عايزة أسيبك أصلا
ربت على ظهرها بحنان ليقول من وسط بكائهم بأبتسامة لطيفة أنتي عايزة الواد يجي يقتلنا دا ممكن يجراله حاجة لو قولتله كدا
ابتعدت عنه بهدوء ومازالت تنظر إليه
خلاص أنا كل يوم هاجي ازوركم علشان محسش أنكم بعيد عني
هتف عامر بحنان انتي تيجي فى أى وقت أنتي عيزاه دا بيتك
تحدثت نازلي بعد ما جففت بقايا البكاء من على خديها قائلة كفاية بقا خلتونا نعيط
أقتربت لارين منهما ثم قالت برقة
بجد حرام ينفع كدا الميكاب بتاعي باظ بسبب العياط
ضحك عامر بخفة ثم أمسك بيد فيروزة
يلا يابنتي خلينا ننزل العريس تحت بلاش نتأخر عليه أكتر من كدا
فى وسط القصر كان يقف عمران يحمل باقة ورد بيضاء يشعر بالتوتر بينما دقات قلبه كانت فى مسارعة شديدة كأن هذة الزيجة الاولي له فى هذا الاثناء أنتبه إلى حبيبته التى تهبط من على الدرجات ممسكة بيد أبيها حينها التمع بريق عيناها بالسعادة مع زيادة ضربات قلبه الذى كاد أن يخرج من بين اضلعه سار بخطوات مثقلة نحوها ثم وقف أمامها محدقا بها بسعادة غامرة فاتاه صوت عامر محذرا
أنا دلوقتي سلمتك روحي فلو بس سمعت أنك زعلتها أو عملتلها حاجة عارف هعمل فيك ايه
نظر إليه عمران فقال بثقة
دي مراتي ورفيقة دربي حتى الممات فأوعدك أن أنا عمري ما هزعلها ولا هجرحها بكلمه وهتبقى جوا عيني
ربت عامر على كتفه قائلا
وأنا واثق فيك ربنا يتمم فرحتكم على خير ثم أبتعد عنهما ليعطيهم مساحتهم دن عمران من فيروزة ليقبل يديه الصغيرة المرتجفة برفق ثم جبينها ثم همس بحب
سبحان الله أجمل ما رأت عيني اااه يارفيقة الروح وأخيرا بقيتي ملكي بحبك يازهرة أيامي
بتادلته الابتسامة بقلب نابض هامسة برقة
وأنا بحبك يانبض فؤادي
بينما وليد كان يقف جانبا ينظر إليها بعيون دامعة يشعر بالندم والحزن لخسارة محبوبته منذ الصغر ولكن الآن الندم لا يفيد بشئ مسح دمعته سريعا عندما وجد أخيه طارق يربت على كتفه مواسيا له
بعد خضون دقائق تم وصول العروسين بعد ما تم زفهم بالعربيات إلى المكان المخصص بالحفل فكان يطل على البحر ويحيطه تلك الزينة المخصصة بالزفاف لتبدا سهرتهم الليلية فى جو مليئ بالسعادة والحب وبعد مرور ساعتين قامت فيروزة بتغير ثوبها بثوب أخر رقيق متناسق من قماش الدانتيل المزخرف يصل إلى أخمص قدميها مما جعلها تتحرك بكل أريحية
أنتهت المناسبة بهدوء وأنسحب الحضور بينما عمران ذهب مع زوجته فور أنتهاء الحفل إلى خارج البلاد لتبدأ حياة جديدة معه
فكل فتاة منا تستحق شخصا يشبها تستحقين شخصا يجعل اسمك جرسا موسيقيا يتكرر دوما ويتحدث عنك وكأنك عالمه الوحيد وأعظم انتصاراته
تستحقين شخصا يسعي لرسم الابتسامة على وجهك الجميل يدرك كل تفاصيلك الصغيرة والكبيرة يجيد قراءة ملامحك إشاراتك عينيك
وكلماتك المهمة بين السطور
تستحقين شخصا يأخذ طفولتك على محمل الجد
تستحقين شخصا لا يتلون ولا يسعي لنحتك بصورة يفضلها فقط يتعايش معك كما أنت يعاملك وكأنك فراشة رقيقة يخشي كسرها
تمت
رواية لحن الزعفران
بقلم شامة الشعراوي