لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
سترته وقال بثقة
عزرائيل وجاى ياخد روحك النجسة
الشاب بضيق طب ليه الغلط بقا ولما اعملها معاك تيجي تزعل
نظر إليه عمران ببعض من الغموض وقال بهدوء
وأنا حابب أعرف هتعملها ازاى معايا ياسبع البرومبة
تقدم الشاب منه محاولا أن يلكمه ولكن بحركة سريعة قام عمران بكل مهارة بكسر يديه فى لحظة تسمروا الآخرين مكانهم فقام أحدهم بوضع مطوة على رقبة فيروزة التى أرتجفت خوفا وشحب وجهها بشدة
نظر إليه الأخر بسخرية
والله سيب ياشاطر اللعبة اللى فى أيدك دي بدل ماقتلك أنا
ممكن تبعد شوية يا أخ وتسبني
رد عليها عمران پغضب تصدقى أنا غلطان المفروض كنت سيبتك تقعى على الأرض وتتفتح رأسك أو كنت سبته خلص عليكى بالمطوة
أبتعدت عنه پعنف وهى تقول تصدق أنك مستفز
تنفس بهدوء وهو يحملها بين يديه ووضعها بعربيته وأغلق الباب عليها ثم استدار بجسده المفتول للشابين الساقطين على الأرض بعد أن فر الثالث هاربا أمر سائقه أن يطلب له أحد من أفراد
الظابط أن يأتي إليه
بعد مدة من الوقت فى المستشفى وتحديدا أمام غرفة الفحص فهب واقفا عندما خرجت الطبيبة فقالت مرات حضرتك فاقت وهى دلوقتى كويسة تقدر تشوفها ثم تركته وغادرت
فسرح بخياله لمدة ثوانى ثم ادرك نفسه سريعا مستحيل اللى بتفكر فيه ده ياعمران فوق لنفسك كدا واعقل
فتح باب الغرفة ليجدها تحاول أن تقوم من على
السرير أقترب منها بهدوء وهو يشعر بأن المكان يضيق عليه رويدا من فرض ما حل به ليقول
حمدلله على سلامتك يا أنسة مش أنسة بردو
اردف عمران بأبتسامة لا شكر على واجب وبعدين أنتى كنتي بتعملى ايه فى طريق مقطوع زى دا
تحدثت فيروزة قائلة كنت راجعة من مشوار وضيعت طريقي ومن سوء حظي عربيتي عطلت ومعرفتش أعمل إيه
الحمدلله أن محصلش ليكى حاجة وحشه لقدر الله وأني جيتلك فى الوقت المناسب قبل ما الزباله يعملوا فيكى حاجة
رد عليها بأبتسامة جميلة بينت غمزاته قائلا
اسمي عمران المنشاوى وبعدين ياستى أنا فى خدمت الشعب دايما
لم يتلقى منها ردا بسبب شرودها فى غمزاته الساحرة التى أسرت قلبها عندما أبتسم لها ولكن فاقت من شرودها على
هى ايه اللاصقة دى أنتى مچروحة فى رقبتك
أخفضت رأسها بحياء وهى تستغرب قلقه عليها هكذا فقالت بهدوء أهدى أنا كويسة دا مجرد خدش بسيط بسبب المطوة اللى كانت علي رقبتي
ازاى مخدش بالي ان الحيوان چرحك لولا أن هو دلوقتى متصاب كنت روحت خلصت عليه وخدت حقك منه
أردفت فيروزة ببراءة كأنها طفلة صغيرة هو حضرتك جبت المسډس دا منين هو أنت حرامى
أطلق ضحكة رجولية جعلتها تتوه مرة أخرى فى ملامحه الرائعة فقال هو حرامي ايه بس ياأنسة وبعدين هو فى حرامي هيجيب واحدة حلوة زيك كدا المستشفي دا كان زمانه خاطڤها
قامت بأرجاع خصلة متمردة على وجهها للخلف فقد أحمرت وجنتيها بخجل ثم قالت احم انا مش قصدي بس غريبه أنك شايله كدا عادي وكمان انت طخيت الراجل
ولا غريبة ولا حاجة وبعدين أنا مش أى حد أنا ظابط فى المخابرات ورتبتي مقدم عشان كدا طبيعي يكون معايا مسډس وبعدين الشباب اللى كانت بترخم عليكي اتقبض عليهم كلهم حتى التالت جبناه وهيتعاقبوا على اللى عملوه معاكى ودا غير أن احنا اكتشفنا أن هما عليهم قواضى تانيه هربانين منها
كويس انك قبض عليهم خلى الناس ترتاح من شرهم
نظر عمران إليها نظرة طويلة أربكتها ثم قال بتسأل
خلى فى علمك انتى لحد دلوقتى مقولتيش أسمك ايه
أبتسمت بخجل وهى تقول اسمي فيروزة
أردف عمران بانبهار قائلا ماشاءالله أسمك جميل زيك يافيروزة
شعرت بارتباك عندما نطق اسمها فأدرك هو
هذا ثم اخذ يتسأل عيونك دى ولا لينسز
إجابته فيروزة بهدوء عيوني
تبارك الرحمن عيونك لونها فيروزية ماشاءالله علشان كدا لايق عليكي اسمك فيروزة فعلا أهلك عرفوا يختاروا الاسم المناسب
دى
حقيقة صمتت لوهلة ثم أضافت بملل
هو أنا همشى امتي
عمران دلوقتى لو تحبي
ياريت علشان انا مش بحب قاعدة المستشفيات
تمام هنادي على الدكتورة ونطمن عليكي وبعدها نمشى
بعد دقائق خرجوا من المستشفي وقام بتوصيلها إلى منزلها
تحدث عمران بهدوء عربيتك انا خليت حد يروح يشوفهالك ولما تتصلح هتتبعتلك على هنا
أردفت بامتنان قائلة بجد أنا مش عارفة أشكرك ازاى على وقفتك معايا وأنك مسبتنيش لحد موصلتنا قدام البيت معروفك دا عمرى ما هنساه ليك ياسيادة المقدم
أبتسم إليها بهدوء أهم حاجة أنك بخير
شكرا عن أذنك فتحت باب العربية ونزلت منه واغلقته خلفها نظر إليه من النافذة قائلا
أتمنى أني اشوفك تانى
ردت عليه بأبتسامة ناعمة بإذن الله
دخلت إلى القصر وهى تشعر بسعادة تغمرها بشدة قابلها أنيس الذى تحدث بتوتر ابوكى عايزنا احنا الاتنين جوا وهيئته لا تبشر على خير وقالى لما الهانم الكبيرة تيجي تعالولى فورا
خير ربنا يستر تعالى ندخله بدل ما يومنا يبقى أسود
دخلوا المكتب بهدوء تام فأغلق أنيس الباب خلفهم استدار عامر لينظر إليهم ثم قال أخيرا البهوات شرفوا ممكن أعرف بقا الحلوين كانوا فين النهاردة
نظر أنيس لفيروزة بقلق يخشي أن يكون علم بما فعلوه مع والد دارين فتحدثت فيروزة بهدوء
خير يابابا هو فى حاجة
عامر بضيق و هو يجي من وراكم خير وبعدين أنا سألت سؤال تجاوبي عليه من غير ما تسألي أنتى سامعة
أخفضت فيروزة رأسها بحرج وقالت كنت فى الشركة
نظر عامر إلى أنيس بنظرات لا تبشر بخير فقال والبيه التاني كان فين
أنيس بتوتر كنت فى المستشفي
أبتسم عامر أبتسامة جانبية فقال وقبل كدا كنتوا فين بقا دى الأجابة اللى عاوز اعرفها حالا
فيروزة حضرتك احنا كنا فى شغلنا هنكون فين يعنى
ضړب بيده على المكتب افزعهم من مكانهما وقال پغضب بتكدبوا قدامى بكل بجاحة ياست فيرزوة ليه شيفاني عيل برياله قدامك علشان تضحكي عليه بكلمتين
أبتلعت ريقها پخوف قائلة أبدا والله يابابا
أردف أنيس بتوتر بابا احنا مش قصدنا نزعل حضرتك مننا وكمان احنا مش بنكدب عليك
والله والمفروض أصدقكم صح أولا أنتو النهاردة محدش منكم راح على شغله مش صح كلامي ومش عايز كدب
تحدثوا فى آن واحد قائلين صح
قام عامر من مكانه ووقف أمامهم وقال
وياترى العروسة اللى كنتوا عندها أخبارها ايه ياأستاذ أنيس
نظر أنيس إلى أخته وجبينه يقطر على وجهه عرقا
عروسة ايه أنا مش فاهم قصد حضرتك
دارين اللى روحتوا ومشيتوا من دماغكم واتفقتوا مع أبوها على الجواز يادكتور أنيس مش دا اللى حصل هو انتو فاكرنى معرفش تحركات اى حد فيكم ولا ايه
نظرت إليه فيروزة وقالت بهدوء
ايوة يابابا فعلا احنا روحنا لوالد دارين عشان نوقفه عن اللى هو بيعمله
زعق والدها بها وأنتى مالك بيهم هى كانت من بقية أهلك
هبت فيروزة واقفة وقالت يابابا البنت والدها كان هيجوزها لراجل عجوز قد جدها وهى طلبت مني المساعدة وبعدين أنيس بيحبها وعايز يتجوزها فأيه المشكلة
عامر فتقومى حضرتك واخدة أخوكى وراحة تخطبى له كأن مفيش راجل كبير تستأذنه منه الأول كأن ماليش اهمية فى حياتكم لا يافيروزة أنا لسه ماموتش علشان تتصرفى من دماغك بالشكل دا وقسما بالله لو اسلوبك وطريقتك ما أتعدلت ليكون ليا تصرف معاكى مش هيعجبك
اردف أنيس قائلا بابا فيروزة مالهاش ذنب فى حاجة أنا اللى طلبت منها تيجي معايا وبعدين أنا مخطبتش دارين لسه كل اللى حصل أن احنا وقفنا جوازها وقلنا لوالدها أنى هجيب حضرتك وهتقدم ليها رسمي لان مينفعش أخد خطوة زى دي بدون علمك
أبتسم عامر بضيق وقال بسخرية لا والله كتر خيرك أنتو شكلكم عايزين تلغونى من حياتكم ودا مش هيحصل أوعى تكونوا فاكرين اللى عملتوه دا هيعدي بالساهل كدا ثم حول بصره لفيروزة وهو ينظر إليها بملامح جامدة وقال
اما أنتى بقا ليا تصرف تانى معاكى
نظرت إليه فيروزة وقالت ببرود و أنا مش فارقة معايا أى حاجة تحصل مدام مغلطتش فى حاجة يعني حضرتك يابابا تصرفي اللى معترض عليه مكنش غلط
أقترب منها بخطوات غاضبة لكنها مازالت تنظر إليه بتلك النظرات الباردة فقال عامر شكلك يافيروزة نسيتي اللى بتتكلمي معاه دا يبقى أبوكى لكن شكل فركشة جوازك من وليد جننتك على الأخر وخلاكي مش واعية لتصرفاتك دا غير أنك بقيتي تتعاملى معايا دلوقتى بقلة أحترام لكن انا هعرف أزاى ارجعك لعقلك
فيروزة بعدم إدراك لما تقوله حضرتك أنا متجننتش وبعدين أنا حرة فى تصرفاتي وأعمل اللى يريحني ومحدش له أن هو يتدخل فى حياتي حتى لو كنت أنت
أخرستها صڤعة قوية على خديها من والدها وضعت يديها على موضع الصفعه ونظرت إليه بملامح خالية من أى تعبير فهو لأول مرة يضربها فتحدث هو پغضب عارم لم يعتادوا عليه فقط فقد أعصابه بتلك اللحظة
تصدقى أنك مش محترمة وأنا معرفتش أربى كان عنده حق بقا وليد فى أنه هو يخونك ويسيبك وفى كل كلمة هو قالها
صمت قليلا عندما أدرك ماتفوه به بينما هى شعرت وكأن حد ضربها بصدرها جعلت قلبها ينتفض پألم على أثرها مع أنها جملة بسيطة ولكنها كفيلة بتدميرها تحجرت الدموع فى عينيها وأختنق صوتها وضاق تنفسها نظرت إليه بعتاب دون أن تتكلم فكانت نظرتها كفيلة لتصف ما هى تشعر به الآن أقترب منها وهو يقول بأسف
فيروزة أنا يابنتي أسف معرفش أزاى الكلام ده طلع مني الڠضب عماني أنا ابتعدت عنه وهى ترجع للخلف وقالت بصوت مخټنق من البكاء وهى تشعر بذهول وخذلان متتأسفش حضرتك مغلطتش فى حاجة أنا اللى غلطت أنا اللى أسفة شكلى نسيت نفسي ونسيت أصلي وأنى بنت شوارع وبنت حرام زى ما وليد كان بيقولي ودلوقتي حضرتك فوقتنى وفعلا مينفعش البنادم يتخلى عن أصله الحقيقي لان مهما حاول أن هو يتجرد منه أو
متابعة القراءة