لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
نبهت عليكي كذا مرة متسبيش نفسك من غير أكل انتي ليه مش بتسمعي كلامي
ما أنت عارف أن أنا مش بحب أكل لوحدي
تنهد بهدوء ثم قال
ماشى يافيروزة اتمني ان ده مايتكررش تانى مفهوم
مفهوم
تحبي نطلب ايه من برا
نفسي أكل بيتزا وشاورما لو ينفع تطلبهم ليا اطلبهم
ماعنديش مانع بس هتقدري تأكلي الاتنين
اه عندك مانع ياأستاذ
ابدا والله بس
ياريت تاكليهم وماتسبيش حاجة منهم عشان عيزاك كدا تربربي
لا ياخويا أنا حلوة كدا
أردف بمرح قائلا يابت علشان يوم فرحنا لما تلبسي الفستان تبقى مالية مركزك
لا ياخويا متقلقش أنا مالية مركزي من غير أى حاجة
طبعا يابطل هو أنا أقدر أقول حاجة
أخرج الهاتف من جيبه وهو يقول
حاضر ياحبيبتي هطلب أهو
فى وقت متأخر
أستيقظ الساعة الثالثة ليلا وهو يشعر بالظمأ فخرج من غرفته متجها إلى المطبخ ليقع بصره على باب غرفتها ليرى ضوءا ينبعث منه أتجه نحوه وفتح الباب بخفه فوجدها تجلس
على الأريكة بجانب الشرفة تقرأ إحدى الروايات نظر إليها مبتسما ثم ولج إليها وأقترب منها ليقبل رأسها برفق ثم قال متسألا
إشارت إليه أن يصمت فضحك بخفة ليتركها ويتجه إلى المطبخ ليروى عطشه ثم أخرج من الثلاجة علبة مغلفة ليملء كأس من العصير البرتقال الذى تعشقه بشدة ثم ذهب إليها مجددا وقام بوضعه بجانبها على الطاولة بينما هو جلس على طرف الفراش ينظر إليها بكل حب فهى من سكنت روحه حتى تفارق روحه مثواها وهى الوحيدة التى تربعت على عرش قلبه فالحب هو أندفاع روح إلى روح وأندفاع جسد إلى جسد ظل يتأمل تفاصيل وجهها الطفولية فكانت تقرأ وبعض الدموع تنساب على وجنتيها فلم يتحمل أن يشاهدها تبكى هكذا ليقترب منها وجلس أمامها وهو يضع يديه على الكتاب ليغلقه قائلا
نظرت إليه بعيون باكية ثم وضعت كفها الصغير على وجهها لتبكى بأنهيار قائلة البطل ماټ
احتواها بين ذراعيه ليمسد على شعرها بحنان محاولا تهدئتها وهو يجاهد نفسه الا يضحك بصوت عال حتى لا تغضب منه فأن فتاته الصغيرة حقا مچنونة أهى تبكى من رواية خيالية فقال مبتسما
ضحكت بخفة وهى تنظر إليه بنظرات عاشقة فقام هو بمسح وجهها من الدموع بيديه وقال مازحا
أبتسم ثغرها بخفة وهتفت برقة عمران
ألتمعت عيناه بالحب والشغف ليقول نعم ياقلب عمران
رفعت يديها تلمس وجهه لتمررها على ذقنه النابته قائلة
ممكن أطلب منك طلب صغير خالص مش هتتعب فيه
تحدث عمران بهدوء قائلا ده أنتى تأمريني ياملكة قلبي
أقتربت منه أكثر ثم قالت برقة ممكن ننزل نتمشى شوية
أبتعد عنها قليلا لينظر إلى ساعة الحائط ثم قال
حبيبتي أنتى بتهزرى صح الساعة دلوقتى ٣ونص والفجر قرب يأذن وغير أن الجو برا برد جدا وممكن تبردى
إمسكت يديها وأخذت تتوسل إليه
علشان خاطري أنت بكرا أجازة من الشغل وموركش حاجة يلا بقا يلا يلا يلا علشان خاطر فيروزتك
أمسكها برفق من كفها الناعم ليقول بهيام
وأنا علشان خاطر روحي أعملها كل اللى نفسها فيه هو أنا عندي أغلى ولا أجمل من فيروزتي
قفزت بسعادة وهى تضمه بحب ثم أبتعدت عنه وهى تهرول إلى الخارج بحياء فذهب خلفها وهو يشعر بالسعادة من أجلها فقد أستطاع أن يجعلها تخرج مما كانت فيه
فى إحدى الشوارع كانت تلهو وتركض مثل الأطفال الصغار تحت المطر المنهمر بشدة فهى مثل الفراشة الطائرة فى الهواء الطلق أخذت تضحك بصوت عال وهى تمسك بيديه ليدور بها بسعادة لا يعرف لها مثيل
تعلقت برقبته وهمست بجانب أذنية قائلة
أنا نفسي أغني بصوت عالى ونرقص أنا وأنت تحت المطر
ضمھا إليه ونظر إلى فيروزتها اللامعة ليقول بأبتسامة
لا عايزة تغني غني وأنتى فى حضڼي مش عايز حد يسمع صوتك الجميل غيري أنا
دفعته بعيدا عنها لتقول بتذمر بس أنا عايزة أغني بصوت عالى
جذبها من معصمها برفق ثم قال
خلاص يلا نروح وهناك غني براحتك مش هقولك لا
تحدثت فيروزة برجاء عمران علشاني أنا حابه أغني وبعدين محدش هيسمعني لأننا أصلا أصلا مفيش حد حواليا
أومأ لها فبتدأ أن تتغنى وتتمايل على نغمات صوتها فرفعها إليه أخذ ينظر إليها بسعادة وحب ليدور بها تحت مياه المطر فأطلقت ضحكة رنانة جعلت دقات قلبه تقذف فرحا
ضمھا أكثر لصدره يأتيها همسه المنعش لها وكأنه الحياة قائلا
ياملاكي الصغير أنت الأمل والسعادة التى تسكن بقلبي ولا يمر يوم على دون ما أدعو الله ليحفظك ويرعاك محبوبتي سأكون معك دائما فى كل مكان وزمان سأكون عونك وحمايتك وقلبا ينبض لأجلك فأنتى عوض الله الجميل الذى يزهر أيامي
أبتعدت برأسها قليلا إلى الخلف لتنظر إليه بعينيها المشرقتان اللامعتان بسعادة لا توصف ورفعت كف يديها الصغير لتتحسس تقاسيم وجهه ثم أقتربت أكثر وهمست بجانب وجنتيه قائلة بحب
عيناك وطن لا يخون فقلبي لا يمكن أن يزهر سوى بالنظر لعينيك ف أنت ياحبيبي ونبض قلبي لا تشبه أحد من الراجل ف أنت لا مثيل لك يا عمراني أنت سندي وقوتي وحمايتي والعصاه التى أتكأ عليها
دن منها ثم استند بجبينه على جبينها وقال بحب
حفظك الله لى أيتها الصغيرة وأوعدك بأني سأكون الرجل الذي تمنيته دوما بحبك يازهرة ربيعي
الخاتمة الثانية
فى بداية يوم جديد كانت جالسة فى الشرفة على تلك الارجوحة تتأمل حبيبات المطر المتساقطة تحتسي فنجانا من القهوة بمزاج راق ليقطع هذة اللحظة من الانسجام صوت رنة هاتفها فالتفتت يمينها لترى من المتصل ليبتسم ثغرها بخفة عندما علمت من هو فأستجابت لنداء المتصل الذى أتاها صوته الهادئ قائلا
ملاكي الوحيد
وحشتيني
دا بجد ولا بتضحك عليا أصل بالعقل كدا أنت يدوبك بقالك ساعتين سايب البيت فأكيد مش هلحق أوحشك
أجابها عمران بأبتسامة خفيفة
حبيبتي اللى أنتي متعرفهوش أنك وأنتي معايا بتوحشيني أصلا فخليكي واثقة فى مقدر حبي ليكي لأنك أغلي ما عندي
أنت الوحيد اللى واثقة من حبه ليا ياعمران بجد أنا من غيرك ببقى ضايعة وضعيفه أنت مصدر قوتي
أنا عيزك على طول قوية يافيروزة حتى لو مش موجود جنبك مش عايز حاجة تهدك أو تخليكي خاېفة وضعيفه لأنك فى الأصل جواكي قوة محدش يمتلكها وخلال الفترة اللى فاتت ماشوفتش فيكي غير العزيمة والارادة فانك تتخطي كل اللى حصلك من رغم أن لو واحدة غيرك كان زمانها مدمرة ولسه فى حالة الاڼهيار لكنك مختلفة عن كل البنات أنتى طول عمرك مميزة يافيروزتي
أردفت فيروزة بصوت هادئ
لكنك أنت كنت السبب الاساسي فى أني أتجاوز المرحلة دي من عمري حبك كان السبب الاقوي فى أني اتعافى وارجع زي ما كنت فى الاول ويمكن أحسن
كمان بجد أنا مش عارفة اردلك جمايلك اللى عملتها ازاى ف أى حاجة هتطلبها مني هعملهالك على طول من غير تفكير
عمران مفيش بنا الكلام دا يافيروزة دا كان واجبي ناحيتك وبعدين ياستي لو مصرة أعمليلي أكل من أيدك الحلوة
هتفت فيروزة بخفة بس كدا دا أنت تؤمر ياعموره بس أبقى هات سفيان يقضي اليوم معانا
حاضر من عنيا وفى هذا الاثناء دلف إليه عامر الذي قال عمران فاضي ولا مشغول
هتفت فيروزة بلهفة بابا
اه
الټفت الأخر ببصره نحوه ليقول بهدوء وهو يشير إليه بالجلوس أتفضل ياسيادة اللواء ثم هتف إلى فيروزة قائلا بهمس حبيبتي أنا مضطر اقفل دلوقتى
أجابته بصوت ممزوج ببعض من الحزن متتأخرش عليا
متقلقيش مش هتأخر
أغلقت الهاتف معه وولجت إلى المطبخ لتعد وليمة من الطعام الشهي ثم أخرجت بعض الخضروات واللحوم من الثلاجة وبدأت بالطبخ بكل مهارة فهذة غايتها المحببة
بعد مرور أكثر من ٣ ساعات فى قصر عمران كانت والدته تتحدث قائلة أنت هتاخد ابنك على فين
هبط من على درجات السلم وهو يمسك بيد ابنه قائلا بأبتسامة رايحين مشوار مهم أنا وبطلي مش كدا ياسفيان
رفع الصغير رأسه نحو جدته ليقول بحماس
طبعا مشوار مهم جدا
نظرت إليهم الأخرى نفسي أعرف مشاوير ايه اللى بقالكم فترة بتروحوها دى وكل لما أسألكم تقولى مشوار مهم
دن منها عمران ليقبل مقدمة رأسها
اوعدك ياأمي فى أقرب وقت هقولك على كل حاجة
أطلقت تنهيدة هادئة ثم قالت بحنان
ماشى ياحبيبي زي ما تحبوا بس خلى بالك من ابنك ومن نفسك ومتنساش تخلى البيه الصغير يلبس الجاكت بتاعه لان الجو برا برد
حاضر ياأمي
جاءت روفيدة راكضه من غرفة الصالون تصيح بصوت عال أستني يا أبيه عيزاك فى موضوع
الټفت برأسه نحوها متسائلا نعم يافوفة هانم عايزة ايه
أمسكت بيديه بعد نظرت إليه راجية
ممكن لما ترجع من برا تجبلي شوية طلبات صغيرة
قرص أرنبة أنفها ليقول بمرح
وياتري طلباتك ايه المرادي ياست فوفة يارب ميكنش حاجة مش موجودة فى تاريخ البشرية أصل أنا عرفك بتطلبي حاجات صعب نلقيها
لا متقلقش أنا عايزة شوية حاجات للتسالي مش أكتر بس يكونوا كتير يعني مثلا تجبلي ٣٠ شوكولاتية من النوع الكبير ١٥ كيس شيبسي وتجبلي كمان شوية حلويات بص هات أي حاجة حلوة تقابلك
بينما عمران كان ينظر إليها بذهول ثواني بس هو انتي هتاكلي كل دا لوحدك
ايوة أومال أنت فاكر ان فى حد يقدر بس يقرب من الحاجات بتاعتي دا أنا كنت كلته
عمران أه هو انتي هتقوليلي
هتفت روفيدة بتذمر هتجيب ولا لأ
حاضر هجبلك بس متجيش بعد كدا تقوليلي الحقني ياعمران أنا تعبانه بمۏت
جاءهم صوت سفيان الصغير قائلا ماهى ھتموت من كتر الطفاسة يابابي
تحدث عمران پحده سفيان عيب دى عمتك ومينفعش تقول
عليها كدا
هتفت والدته التى كانت تبتسم بخفة على حديث حفيدها سيبه ياعمران الواد عنده حق هو مغلطش فى حاجة
نظرت إليها روفيدة بضيق قائلة ماما حضرتك بتقفي فى صف ابن أبنك وبتنصريه عليا
ايوة اذا كان عجبك وبعدين يلا ياعمران علشان متتأخرش على مشوارك
ماشى ياست الكل مش
متابعة القراءة