فريده
رفعها علي كتفه كجوال قطن واتجه بها الي غرفته ... القي بها علي الفراش پعنف وقال پغضب ... هتعرفي دلوقتى الهمجيه علي اصولها
فريده القت بنفسها في احضان والدتها ...لقرابة الشهر وهى تناضل بعزم لاستعادة عمر لكن عمر اثبت مرارا انها لا تعنى له اي شيء ابدا ...عندما استيقظت لاول مره في غرفته منذ يوم سفرها معه الي دبي وجدت نفسها وحيده وبجوارها ملاحظه تخبرها بميعاد السفر ...ملاحظه جافه رسميه ... اين الان تلك المشاعر التى كانت موجوده بالامس ...عيناها جالت في غرفته بفضول ...حفظت تفاصيلها جيدا فهى تعلم انها المره الاولي والاخيره التى سوف تشاركه فيها ...ربما بعد اياما قليله ستحتل نوف تلك الجهه من الفراش ...قد تكون خسړت عمر لكنها كسبت فريده ...نعم ففريده الجديده مختلفه وتستحق الاحترام بخلاف فريده الضعيفه الغبيه السابقه ... نعم كانت ضعيفه فمن يترك نفسه لكلام الناس يكون ضعيف وغبي وهى سلمت نفسها لفاطمه كفريسه سهله ...وايضا كسبت حب اشقائها فالعلاقه الفولاذيه بينهم ستدعمها لاخر يوم من عمرها ...التجارب التى تمر علينا تصقل شخصيتنا وتجعلنا ننضج بشكل كبير...واهم مكسب انها علمت الصديق الحقيقي من الصديق الزائف ..لن تنخدع مجددا وتقع في فخ الصداقه الكاذبه فيكيفها صديقة واحده مخلصه ولا تحتاج لعشرات المنافقين من الاصدقاء المدعين...في خلال الرحلة بالطائره عمر اخبرها انهما سيواصلان تمثلية زواجهما حتى زفاف رشا ..مجددا عمر يراعى الجميع حتى علي حساب نفسه ..لماذا يستثنيها هى فقط من لطفه ذاك..اما رشا فاحتضنها بقوة غاشمه كادت ان ټحطم ضلوعها ..علمت من نظرتها انها تشكرها لاتاحة الفرصه لعمر كى يتأكد من حبها ...وهو تأكد انها تحبه حتى النخاع ولن يكررا مأساة حياتها مجددا ...والدتها حيت عمر بحب..
بالفعل هى تحبه ولولا انها تعتبره ابنا لم تنجبه لكانت تصرفت معه تصرف يليق بهمجيته معها ..سوميه قالت بفرح .. دلوقتى نقدر نحدد ميعاد لفرح رشا ...كنا مستنين عمر يرجع ...عمر اجابها بابتسامه واسعه ... سيبي كل حاجه عليه يا حبيبتى انا هتصرف ....
انه شهم ورجل يعتمد عليه كم كانت غبيه لانها لم تقدر قيمة ما كانت تملكه ناهيك الان عن وسامته وامواله ...
عمر تطلع الي دموعها الصامته للحظات ثم غادر ...عمر كان يودعها ...لم ينطق الطلاق بصراحه لكنها علمت انه الوداع ..
يجب ان تتحلي بالقوه لاجل من تحب ..
كتمت دموعها ودفنت المها الرهيب وارتدت قناع التماسك ...ربما لديها امل واحد بعد ...التقطت هاتفها المحمول واتصلت بشهد تستعلم منها عن مكان عمل فاطمه ...وشهد استشفت ان فريده تنوى مواجهة فاطمه حذرتها استنينى يا فريده اجى معاكى ...اللي انتى حكيتيه ليه مش سهل وفاطمه مش سهله وانا حذرتك منها كتير لكن انتى كنتى ماشيه وراها زى مسلوبة الاراده ...
كنت بفتكرك بتحذرينى لمجرد انها من بيئه مختلفه عننا وكنت بحاول ما اخليهاش تحس بالفرق ...شهد تنحنحت ... لا يا فريده فيه كلام كتير وعلامات استفهام عليها..انا سكت بس لانى كنت مجرد شاكه ومش ممكن اخوض في الاعراض ..كل اللي بطلبه منك تستنينى ...
فريده اغلقت الاتصال لن تورط شهد في مشاكلها ...هذه حربها الخاصه وهى وحدها من ستحارب...المكسب الاخير من كل هذه الفوضي سيكون تمكنها اخيرا من مسح بلاط المركز الطبي الذي تعمل فيه فاطمه بشعرها بعدما تنتفه بيديها تنتيفا...
مستوصف شعبي خيري في منطقه شعبيه هو كل ما استاطعت فاطمه تحقيقه ...فريده ضحكت بسخريه وهى تواصل تقدمها عبر ازقة الحاره الضيقه .. لقرابة الساعه وهى تبحث عن مستوصف غراب الخيري واخيرا وبعد جهود مضنيه تمكنت من ايجاده فالمبنى المتهالك غطى علي اسم المستوصف بأحجار نصف مهدمه ورطوبه اكلت الاسم من شدة ملوحتها.. الحقاره لا تفيد في معظم الاحيان وهاهى فاطمه تثبت ذلك نشئت وضيعه وظلت وضيعه وستموت وضيعه...تدنى سعر الكشف في ذلك المستوصف يجعل الاقبال عليه شديد ...ربما فاطمه تعاين عشرات وعشرات الاطفال يوميا وفي النهايه لا تجنى سوى القليل بعد ساعات من الشقاء... صعدت الدرجات القليله المتهدمه حالها كحال الواجهه القديمه لتجد نفسها امام موظفة استقبال تحصل النقود من المړضي ...عندما شاهدتها سألتها بروتنيه .. هتقطعى كشف ايه
انتظرت خروج المړيض بالداخل بلهفه ولولا اخلاقيات المهنه التى اقسمت بالحفاظ عليها لكانت اقټحمت الغرفه وضړبت بخصوصية المړيض عرض الحائط لكن القليل من الصبر بعد يا فريده... وما ان لمحت باب غرفتها يفتح حتى دخلت فورا حتى قبل ان يخرج اهل الطفل الذي تعاينه فاطمه..فمخزون صبرها نفذ الان...
دخولها المفاجىء جعل فاطمه تقفز من خلف مكتبها وتنظر الي فريده ببلاهه ... اما فريده فلم تنتظر ان يصبحا بمفردهما قبل ان تصبح بها پغضب .. ليه عملتى كده
يا واطيه
... فاطمه تجاوزت صډمتها بسرعه تحسد عليها ..ابتسمت ابتسامه صفراء وقالت .. من ساعة ما شفت عمر في مناقشتك وانا عرفت انها مسأله وقت لحد ما تعرفي ... فريده هزت رأسها بعدم تصديق.... انتى مصنوعه من ايه جنسك ايه بالظبط .. ده كل اللي عندك تقوليه... لو الحقد يتجسد في انسان من لحم ودم لكانت فرده علمت شكله الان .. بفحيح اشبه بالحيه فاطمه اجابتها بغل صريح لم تحاول ان تخفيه... غل كشف عن ترسبيات وعقد سنوات ... انتى اللي كنتى غبيه انا معملتش اي حاجه .. سألتى نفسك ليه معرفتش اعمل اي حاجه مع شهد شهد كانت قويه ومقتنعه بإختيارها ..مفرقش معاها انى اقولها شوفي شبكة فريده او شقتها... حبها لباسم كان مغطيها وكانت مستعده تقف جنبه وتسنده وتصبر علي قلة الفلوس لانها كانت بتحبه بجد لكن انتى كنتى ضعيفه ومن جواكى مكنتيش مقتنعه بعمر ... سلمتى ودانك ليه وحكتيلي علي ادق اسرارك حتى علاقتك الزوجيه وانا بس قلتلك الكلام