قصة بقلم أسما السيد

موقع أيام نيوز

يري عينيها تنظر له بصمت في كوابيسه 
back
وها هو بعد ثماني سنوات من الغربه والوحده يجلس مكانه يسبقه شوقه لرؤيه وحيده ولو لثانيه من بعيد 
يفكر هل قالوا له انه ماټ ام مسافر ام ان ابنه لايذكره من الأساس 
انتبه لما بين يديه صوره طفله الحبيب يالله كم يريد رؤيته 
يخبره انه والده يحاضنه بين يديه 
انتفض علي قرع الباب 
قال تفضل الحوار بالانجليزيه 
دخلت تتهادي في مشيتها تلك الزوجه الانجليزيه البارده التي تزوجها منذ عشر سنوات كم كان مغيب حينما تزوجها وفضلها علي من كانت من دمه ولكن عزائه الوحيد ان زواجهم مبني علي المصالح لا اكثر 
تهتم بأعماله مقابل الاموال لا عاطفه ولا حب
انتبه لها تقول لقد انتهيت من العمل ياعزيزي 
دعنا نذهب لتناول الغداء والذهاب للمنزل 
وافقها بصمت واغلق هاتفه 
وذهب معها بذهن مشتت 
في المشفي التي تعمل بها سيلا 
تجلس علي الارض تستند براسها علي الحائط داخل غرفه العمليات بعد عمليه جراحيه دامت  
لمده سبع ساعات تفوقت بها كالعاده تجلس بتعب تنشد بعض الراحه المنهك 
فهي طبيبه جراحه تعمل باحدي المشافي بأمريكا 
ذاع سيطها من أشهر الاطباء الشباب لنجاحها ومهارتها في عملها 
جلست بجانبها صديقتها اليس 
اووه عزيزتي لقد تفوقتي علي نفسك كالعاده هنيئا لكي 
نظرت لها سيلا بطرف عينها 
وكأني من قمت بها لوحدي أيها الغبيه 
لولاكم ما كنت سأنجح ابدا 
قالت أليس 
دائما ما تفاجئينا بتواضعك سيلا 
واندفعت تقول 
حسنا عزيزتي أين سيقام حفل طفلنا العزيز هذه السنه لابد من حفله عيد ميلاد رائعه 
نظرت لها سيلا وقالت بالطبع سنقيمها هذه السنه بمنزل العائله في مصر  
وبالطبع دعوه الحضور ستصلك وستأتين بالتاأكيد فلقد اصر جدي علي اقامه حفل طهور وعقيقه ومنها عيدميلاد لمالك هذه السنه في البلده 
ستأتين بالطبع 
صفقت يديها قائله بمرح 
بالطبع عزيزتي وهل كنت تعتقدين انني سأتركك في مثل هذا الحدث العظيم 
قالت لها اذن اتفقنا وانطلقوا لتغير ملابسهم والذهاب الي حيث يقيمون 
دقت سيلا الباب وفتحت الخادمه وسالتها سيلا 
أين مالك والجدان 
قالت في الداخل 
انطلقت بمرح قائله 
يا اهل الدار 
اين انتم 
هرول اليها ابنها يقول بلهجه بلده التي حرصت علي ان يتحدثوا بها جميعا فهي مهما اغتربت ستعود في يوم ما 
حملته وقالت 
حبيب ماما وحشتني اوووي 
احتضنها مالك قائلا 
وانتي كمان وحشتتيني جدا 
تعرفي
كنت بكلم مين 
نظرت له مدعيه التفكير 
قائله لا معرفتش مين 
ضحك الولد ببراءه طفل في السابعه من عمره وقال 
جدو عبدالمنعم وقالي ان احنا هننزل قريب 
بجد ياماما 
ضحكت وقالت طبعا ياحبيب ماما  
قولي بقي انت بتحب تنزل البلد وبتحب جدو عبدالمنعم 
هز رأسا مسرعا يقول 
أوي اوي ياماما
عشان عنده خيول كتير وعمو فارس بيخليني أركبها 
انا عاوز اعيش هناك علطول 
هزت رأسها وقالت 
طب ايه رأيك باجازه طويله في مصر عشان تشبع منها 
صفق بيديه وقال بالانجليزيه 
yes yes mum 
وانطلق يخبر جديه بذلك تحت ضحكات أمه التي انخفضت شيئا فشيئا 
تدعي ان لا تلقاه مدي حياتها وان تنتهي هذه الاجازه أيضا كمثيلاتها علي خير 
فلطالما وعدها الجد فهي متاكده بأنه سينفذ 
جدها الحبيب الذي كان
ونعم العون لها ونعم السند 
داعيه في سرها 
ربنا يخليك ليا ولابني ياجدي يارب 
الفصل الثالث  
من روايه مازلت طفله  
عن سلسله نساء مقهورات  
أسما السيد  
يستند برأسه علي حائط الشرفه بعد أن جلس ومدد قدميه  
سارحا في ما حل به  
مفكرا  
ما أصعب ان يأتيك العشق بين لحظه وأخري بينما كنت تكفر به وبشده  
هذا ما يلخص به حالته 
كان يكرهها حينما دخل بها وياللعجب أحبها بعدها بدقائق لم تكمل النصف ساعه  
سرعان ما تذكر تلك الاغنيه التي تصف حاله وأخذ يدندن بكلماتها 
أغنيه لطالما سخر منها يضحك بينه وبين نفسه علي نفسه  
كانت 
هي تلك المنبوذه البعيده بالنسبه له دونا عن نساء حواء جميعا عشقها من نظره وحيده وياليت قلبه 
يعلم انها لم تكن الا نظره كسره وكره  
أخرج نفسا عميقا من أنفه وتبعد زفيرا من فمه 
وانطلق يدندن بلحن كلمات لطالما كانت مؤنس وحدته منذ تلك الليله المشؤمه 
أصابك عشق أم رميت بأسهم
فما هذه إلا سجية مغرم
ألا فاسقيني كاسات وغني لي
بذكر سليمة والكمان ونغمي
أيا داعيا بذكر العامرية أنني
أغار عليها من فم المتكلم
أغار عليها من ثيابها
إذا لبستها فوق منعم
ليل ياليل ليل الليل يااا ليل يا ليل يا ليل 
أغار عليها من أبيها وأمها
إذا حدثاها بالكلام المغمغم
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها
إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
ليل ياااااا ليل يااااااااا ليل يااااااااا ليل 
كان يغنيها بصوته العذب المحموم فزين بسنواته الخامسه والثلاثون يتميز بصوت لطالما امتدحه الاصدقاء صوت عذب ولكنه منذ ذلك اليوم ولا يغني الا لها حينما يصل به الشوق مبلغه 
وياللعجب 
قطع تفكيره صوت هاتفه التقطه وأجاب عليه كانت أخته الحبيبه تسنيم  
أهلا حبيبتي عامله ايه 
أجابته أخته بمحبه
أهلا باللي مبيسألش 
تنهد بحزن وقال انتي عارفه مش حيشني عنكوا الا الشديد القوووي 
تحدثت بمرح كعادتها وقالت 
عموما مش مهم في دايما اللي يعوضنا عنك نسخه منك يازين حبيب عمتو علطول بيكلمني 
تتحدث بمرح غافله عن من قلبه يتقطع الي أشلاء علي ذكرها لطفله الغائب فاضتت عينيه بدموع الاحتياج فقط لضمھ من بين يديه 
عله يجد بين ثنايا المغفره له عند امه ياليت الماضي يعود يوما 
انتبه من شروده علي كلمات أخته 
مالك لسه مكلمني أنا وفارس وعامل زيطه وفرحان جدا انو هيقضي عيد ميلاده السنه دي معانا 
خلاص هينزلوا أخر الاسبوع 
تصنم في جلسته ۏجع بقلبه لا يعرف مصدره وهاهو عيد ميلاد أخر لطفله بعيدا عنه ينتحب بصمت يحاول كبت شهقته حتي لا تلاحظه أخته ولكنه أفاق علي صوت حاد يؤنبها بالهاتف 
كان صوت أخيه الصغير فارس 
ايه دا اللي بتقوليه دا هاتي التليفون 
ألو زين عامل ايه يابني 
نطق زين بصعوبه وقال أهلا فارس ازيك 
صمت فارس قليلا وقال 
جدك قرر ان عيد ميلاد مالك هيكون السنه دي مع طهور مالك وعقيقته 
وصمت يستجمع كلامه قائلا 
أظن آن الاوان ولا ايه يازين 
تغصب زين علي حنجرته التي توشك علي فضحه امام شقيقه معلنه غصه بقلبه لا يستطيع التحكم بها 
وقال 
تفتكر 
قال فارس پحده أيوا الناس هتسأل فين أبوه محدش يعرف انك وسيلا اتطلقتوا انت لازم تحضر حتي لو بالڠصب يأخي كفياك انانيه ضيعت كل حاجه بأنانيتك وسمعانك لكلام أمك 
والحقيقه لو ركزت شويه كنت هتعرف الحقيقه فين 
نطق زين بۏجع كفايه يافارس كفايه جدك مش هيقبل 
تبقي غبي نطقها فارس پحده 
ابنك كبر وفي كل مره بيجي بيسألني عن أبوه مبعرفش أقول ايه 
واغلق الخط بوجهه تارك خلفه من يتأجج بڼار اللهفه لرؤيه وحيده الذي عاش اعواما يفكر هل يسال عنه 
وفي مكان أخر 
تستعد لدخول العمليات وبجانبها صديقتها أليس  
تلك الاجنبيه من أصول عربيه كم وقفت بجانبها اليس لطالما كانت مأواها الوحيد علي أيامها الصعبه وكوابيسها المستمره 
لم تبخل عليها أبدا بالأخوه التي كانت ترجوها من أبناء اعمامها قديما ولكن رغم ان ابنه عمها تسنيم كانت تساندها دوما وتقف بجانبها بوجه امها كلما زارت البلد وكذلك أخيها فارس الذي تعتبره كأخيها التي لم تنجبه امها ولكن تبقي أليس رفيقه الروح 
من تستطيع بث شكواها لها بقلب مطمئن فهناك أشخاص لم تلدهم امك كانوا غرباء عنك فجأه تجدهم بين ليله وضحاها كل شئ بالنسبه لك 
فاقت من شرودها علي خبطه أليس لها 
ماذا حبيبتي أين ذهبتي 
نظرت لها وتنهدت وقالت 
خائفه 
نظرت لها أليس بصبر وقالت  
أهو نفس الموضوع ذاته في بدايه كل أجازه 
حبيبتي لا تفكري كثيرا ما مضي قد مضي انت الان أقوي ليست تلك الطفله الضعيفه الخائفه 
لا تخشي شيئا جميعنا بجوارك 
التفتوا علي صوت صديقم الطبيب الشاب الذي طالما كان اخا لهم وسندا فهو مصري ايضا تعرفو علي بعض في الجامعه ويدعي سليم 
ايتها الثرثارات هيا غرفه العمليات جاهزه اكملوا حديثكم فيما بعد او لتأجلوه ليومين حين عودتنا جميعا للقاهره 
تفاجئوا من قرار عودته معهم فنظروا لبعضهم بصمت فقال 
أوحسبتم اني سأترككم مستحيل 
ضحكوا جميعا في سعاده واتموا عملهم وحجزوا تذاكرهم للعوده جميعا 
بعد يومين 
صدحت صوت المضيفه بربط الطائره للاقلاع الي أرض الوطن 
كانت أليس تجلس بجوار سليم وورائهم مالك وسيلا وخلفهم عابد وسميه 
يتمازحون جميعا فيما بينهم تحت سعاده مالك لعودته للبلده ولجده 
اما هناك في مكان أخر 
كان يجمع حاجياته بذهن شارد كيف سيكون اللقاء هل سيستقبله جده 
كم هل وهل 
جاءت في ذهنه وهو يجمع
أشياءه بتخبط هنا وهنا 
ولكن ما يعلمه الان انه سيواجه وكفي سينتزع أبوته لابنه انتزاعا ولو كان أخر نفس في حياته لن يستسلم أبدا سيواجهه كل شئ
فقط من أجل ان يأتي يوم وترضي عنه عيونها الباكيه 
دخلت عليه زوجته كريس تنظر لاشياءه التي يضعها هنا وهنا وقالت 
ماذا حدث عزيزي هل انت ذاهب 
استغفر في سره وقال 
نعم كما ترين 
سألت الي اين رحله عمل لما لم تصطحبني معك 
نطق بصعوبه وقال ليست رحله عمل انا ذاهب الي مصر 
قالت باندهاش اهي رحله عمل ام ماذا 
زفر منها وقال پحده اهو تحقيق 
لا شأن لكي وأخذ حقيبته وتركها تقف ببرودها المعتاد تنظر في أثره بشړ 
بعد يومين 
كانت تنزل الدرج الخاص بالقصر في بلده جدها بعدما اتوا منذ يومين واستقبلهم جدها استقبال حافل مكثت أليس مع والدها ووالدتها بالقاهره اما سليم ذهب لمنزل عائلته 
وهي أصر عليها الجد أن تاتي للبلد
وأرسل لها فارس ليجلبها مباشره من المطار 
منذ يومين هنا والوضع مستقر والحمدلله الا من مضايقات زوجه عمها والده زين كم تكرهها تلك المرأه أساس الخړاب في حياتها 
ولكنها لم تعد تلك الضعيفه كالماضي تستطيع أخذ حقها الان من عينيهم جميعا 
اقتربت من المائده التي أعدت للافطار بجميع ما لذ وطاب 
سمعت الجد يرد علي تحيتها لهم ياصباح الجشطه يابت الغالي اني الدنيا مسيعانيش انكو اهنه 
ونظر لابنها الذي يجلس علي قدميه براحه انتي وحبيب جلبي مالك ده 
اقتربت وقبلت رأسه وكذبك فعلت مع جدتها 
وقالت ربنا يخليك لينا ياجدو 
أتت تسنيم راقده تقول 
اه ياسي جدو مانت مفيش عالحجر الا سيلا
ومالك انا زعلانه منك 
ضحكوا جميعا عليها واقتربت تأخذ مالك من علي
تم نسخ الرابط