حكاية في سنة 1994 مرضت ابنتي الصغيرة
اذا اخبرتموني من انتم ومن تكونون
انت تخدمني طوال اسبوع كامل ومن قبل بالمستشفي وانا لا اعرفك تخدمني وتبالغ في اكرامي وكانك تعرفني او احد اقاربك وانا لم التق بك من قبل سوى مرة واحدة في المستشفى
من انت بالله عليك
قال يا عم كل هيا كل وبعد العشاء اخبرك
قلت والله لن تدخل فمي لقمة واحدة ولن اكل طعامك ان لم تخبرني من انت ومن تكون
انا فلان ابن فلان
قلت له اه تذكرت انت ابن فلان رحمةالله عليه من قريتنا
نعم نعم لقد تذكرت
يومها كنت في الحافلة متجها من قريتنا الريفية الى احدى المدن القريبة وكان يجلس خلفي صبيان عمرهما لا يتجاوز على ما يبدو الخمسةعشرةعاما سمعت احدهما يحدث الاخر قايلا له هذا العام شحت السماء والخريف يوشك ان ينصرف والارض لا تنبت
فقير ليس بيده ما ينفقه علي ولذلك فانا مضطر لترك الدراسة هذا
العام لعدم استطاعت ابي علي مصاريف الدراسة
لما سمعت الطفلين يتحدثان عن الفقر والحرمان بهذا الوعي الذي لا يدركه الا الكبار تاثرت وضاقت علي الارض بما رحبت
وعلى الفور اخرجت من جيبي خمسة دنانير واعطيتها للصبي وقلت له خذ هذه الدنانير والمبلغ انذاك كبيرا وكان يفي لشراء الادوات المدرسية كلها
تهللت اسارير الطفل وتناول الدنانيرالخمسة وابتسم ابتسامة الرضا والسرور ودسها في جيبه
ونسيت من يومها هذا الموقف مع ذاك الصبي
قال الشاب انا يا عم ذلك الصبي ولولا تلك الدنانير الزهيدة لما اصبحت اليوم بروفيسورا في اكبر مستشفى بالجزاير
والحمد لله ان قدرني ربي لارد لك بعض الجميل
يا عم الدنانير الخمسة التي اعطيتها لي صنعت مني استاذا في الطب
يا عم والله لو اعطاني احد كنوز الدنيا لما فرحت بها الان كفرحي يومها بتلك الدنانير الزهيدة
فاسال الله ان يجازيك خير الجزاء في الدنيا والاجر الكبير في الاخرة
الشاهد من القصة هي
صنايع المعروف تقي مصارع السوء
وكما تدين تدان وكل ساق سيسقى بما سقى يوما ما