حكاية أمجد
المحتويات
ودهشة
صغيرة ايه ومتجوزة ايه كل دا علشان زعلت ان بابا سافر اه.. حقي!! بابا دا مش مجرد أب عادي بالنسبة لي.. لأ! بابا دا انا فتحت عيني لاقيته هو كل دنيتي بابايا وصاحبي واخويا وعيلتي كلها يبقى مش اول ما اتخطب يبقى خلاااص !.. لأ !! بابا هيفضل طول عمره بابا وماحدش هيقدر يفرقنا ابدا ...
ثم أولته ظهرها فيما جسدها يهتز من شدة الانفعال في حين تكلم هو
لم تجبه فهز برأسه وأكمل
عموما خلاص انا بس حسيت انى زودتها شوية ومارضيتش تنامى وانت زعلانه انا معرفش انهارده في ايه دى تانى مر...
ثم سكت فجأة وما لبث ان تغيرت نبرته وهو يقول بلهجة اخافتها وجعلتها تستدير اليه
أجابته وهى تبتلع ريقها بصعوبة بينما يجول في خاطرها أنه ما ان يبدأ الحال أن يهدأ بينهما حتى يبرع أمجد في خلق المشكلات مجددا وكأنه يعشق النكد فعلا! بل أنها تكاد تجزم أنه هو من قيل فيه المزحة التي تحكي عن سيدة كانت تهوى النكد فاتفقت مع زوجها على تخصيص يوم معين في الاسبوع للنكد وحدث أن حضر ذات يوم ففوجيء بها ترقص طربا وعندما تساءل عن السبب أخبرته بفرح زائد
لم تكن تعني ان امجد هو هذا الزوج بل .... تلك الزوجة!! فهو النسخة الذكورية لتلك المرأة النكدة وليعينها الله عليه!!
أجابت بهدوء
ابدا.. عزفي عجبه وقالى انى ممكن ابتدى العزف في قصور الثقافة وكدا وانه فيه موسيقى تصويرية لبرنامج هيقدمه لقناة من القنوات عاوزنى اعزف تتر المقدمة ..
نعم قصور ثقافة ايه وبرامج وتليفزيون ايه الراجل دا اټجنن وانت تبقي اجن منه لو وافقت على كلامه !! انا مراتي انا تشتغل في فرقة ومعرفش ايه
احتدت عليه قائلة
انت ليه بتتكلم كأنها حاجه مش كويسة وبعدين ايه حكاية مراتك مراتك دي اللي انت ماسكهالي اولا انا لسه مابئيتش مراتك كتب الكتاب مش معناه انى خلاص بئيت مراتك!! وثانيا بأه.. طول ما انا في بيت بابا رأيه هو اللي يمشي عليا ما انكرش انى لازم آخد رأيك لكن مش تفرضه عليا لأ أسمعه آه بعد كدا اقتنعت.. انفذه ما اقتنعتش يبقى تحترم رأيي واختياري بابا ربانى على كدا ....
ايه كتب الكتاب مش جواز لا يا هانم انت دلوقتى شرعا مراتى ! يعنى لو عاوز نتجوز دلوقتى محدش له عندى حاجه ولا باباكى كمان ..
أجابت بتحد واضح قائلة
كتب الكتاب شرعا مراتك بس لازم اشهار!! الفرح عندنا هو الاشهار.. لانه في ناس كتيير متعرفش انى مراتك علشان كدا عندنا هنا كتب الكتاب بردو خطوبة بس بشكل شرعي علشان نقدر نتعرف على بعض كويس ودا بأه يجيبنا لثانيا .. واضح كدا ان اللى عرفته عنك لغاية دلوقتى ما يبشرش بالخير!!.. ما انكرش انك فيك صفات كتييير كويسة بس اسوأ حاجه فيك...طريقة أؤمر تطاع دي غير عصبيتك وتسرعك.. ودا غريب بالنسبة لرجل اعمال ناجح دا الشركة مسمياك رجل الثلج اقدر اعرف التلج راح فين ...
سااااح على ايديكي يا هبة !! ..
قالت بدهشة أفندم
تابع وهو يقترب اكثر وهى تبتعد عنه پخوف بخطوات متعثرة الى الخلف
بقولك سااح انت سيحتيه !! المفروض تكونى فرحانه بنفسك.. انتي قدرت تسيحي التلج مستغربة ليه !! بس عموما كويس.. انت خليتيني آخد بالي من حاجه مهمة اووي .. اننا المفروض ما نأجلش الجواز اكتر من كدا انا مش بأكون نفسي ولا انا بدور على شقة !! انا مستعد اتجوزك من بكرة وأعملك فرح في اكبر فندق في البلد ايه رايك
تطلعت اليه بدهشة قائلة
رأيي رأيي في ايه ماحدش بيتجوز خبط لزق كدا احنا لسه كل شوية بنتخانئ ما ينفعشي نتجوز واحنا بالشكل دا مع بعض هننتهى قبل ما نبتدي!! .. ثم تحدثت الى نفسها وهي تطالعه بريبة
ساح ايه بس دا ساح وناح كمان! الراجل زي ما يكون عاوز يعوض 36 سنة مرة واحدة! دي ايه الحوسة دي ياربي مش كنت فكرت كويس قبل ما أحلم لازم الحلم دا يا ربي اتفضلي يا ست هبة أهو اتحقق وريني بقه هتصحي منه ازاي لطفك يارب!!..
انتبهت من شرودها على صوته و هو يعلق بسخرية خفيفة
لا بيتهيألك بس ! اول ما يتقفل علينا باب واحد خلاص كل الخلافات دى هتزول علشان كدا اول حاجه هعملها مع والدك اول ما يرجع بالسلامة ان شاء الله هو انى احدد معاه معاد االفرح .. تصبحي على خير ...
وخرج واغلق الباب وراءه فيما ارتمت هى على المقعد خلفها وهى تحدق مندهشة في الباب خلفه .....
على مائدة الافطار كان الكل مجتمع باستثناء أمجد عندما انضمت اليهم هبة فوجئت بوالدها فركضت اليه وارتمت في أحضانه وهى تهتف
بابا ! حمدلله على السلامة يا حبيبي انت جيت امتى
ابعدت وجهها عنه قليلا وقالت بعتاب شقي
انا مش قولتلك عاوزة افتح عينيا الصبح على احلى ضحكة ربنا ما يحرمنى منها ابدا ...
ضحك وقال
يا بكاشة ضحكتى انا بردو اومال أمجد يبقى ايه
أجابت بتلعثم وقد تلون وجهها بلون الفراولة الطازجة لشدة خجلها
ها ...لا .. أمجد شكل وانت شكل تانى خاالص ...
طيب والله كويس انى عرفت انك واخده بالك من ضحكتى وانها شكل تانى خاالص!!
التفتت اليه هبة مندهشة وهى تهتف
بسم الله الرحمن االرحيم بيطلعوا امتى دوول !!
زجرها والدها قائلا
هبة مش كدا ..
فقالت بخفة
آسفة يابابا ما أقصدش حاجة ولو ان أمجد عارفنى بهزر صح يا أمجد
هز امجد رأسه موافقا بسخرية وقال
صح.. يا هبة ......
بعد الافطار طلب امجد من والد هبة الحديث على انفراد مما اقلق هبة ولكن علا سألتها عن بروفة علاء وكيف سارت الأمور هناك وما الذي حدث بينها وأمجد وانضم اليهم علاء لم تروي لهم هبة ما حدث بينهما بالطبع بل تعمدت الابتعاد عن ذكر ما حدث بينها وأمجد وركزت على فريق علاء والبروفة بينما انشغلت مدام سعاد بشغل تابلوه وقد جلس الجد مسترخيا في كرسيه يقرأ الجريده اليومية ...
اندمجت هبة في الحديث معهم وفجأه استرعى انتباهها وجه ابيها المشرق وهو يميل اليها ليرفعها حاضنا اياها وهو يهتف
مبروووك حبيبة بابا طيب مش كنت تقوليلي هيا دى حاجه تكسف بردو..
أجاب على السؤال الصامت الذي يلوح في عينيها قائلا بسعادة تطغى على وجهه
أمجد قالى انه طلب منك من زمان تحديد معاد الفرح وانت مكسوفة مش عارفة تصارحيني ازاى دى مافيهاش كسوف حبيبتي الف الف مبرووك ولو ان أمجد مستعجل كان عاوزه اخر الاسبوع الجاي بالعافية خاليته بعد اسبوعين نكون عزمنا حبايبنا احنا كمان!! ...
ابتعدت هبة عن ذراعي والدها ونظرت اليه باستغراب وهى تهتف بعدم تصديق
نعم اسبوعين انا فرحي بعد اسبوعين
أجاب يوسف وهو يضحك
ايوة يا حبيبتي .. ايه مكسوفه دا يوم المنى يوم ما أسلمك لعريسك بايدي ...
ما ان همت بالكلام حتى وجدت امجد يقف بجانبها وهو ينظر اليها نظرات تحذيرية قائلا لابيها
معلهش يا عمي بنت بأه ولازم تتكسف ..
نظرت اليه هبة بدهشة وحنق ولكنه انتهز فرصة انشغال والدها بالحديث الى جده ومال عليها هامسا
اقتلى فرحته بأه شوفتى الفرحة بتتنطط في عينيه ازاى تقدري تموتى فرحته
لم تستطع الاجابة عليه وازداد وجهها شحوبا .....
مرت الايام سريعا فبعد ان تحدد موعد الزفاف أصر أمجد على ان يسافر هبة ووالدها الى المدينه حيث يقومان بجمع اشيائهما اللازمة لانهما سيستقران معهم في المزرعه رفض والدها باديء الأمر ولكن امجد اصر فهو يعلم مدى تعلق هبة بأبوها ولكن ابوها رفض ان يعيش بينهم بدون أن يشارك بأي عمل فعرض عليه أمجد ان يتولى منصب مدير لشركة جده فهو مشغول بشركته في العاصمة ويريد من يصبح عينه الحارسة في شركة جده وحيث انه يعمل على اتخاذ بعض الاجراءات والتى تضمن له التواجد بصورة اكبر في المزرعه فهو يفكر في اختيار مدير كفؤ لشركته فهو يريد يوسف بجانبه ليسكون ساعده الايمن بها بينما قدمت هبة طلب اجازة مفتوحة ورفضت تقديم استقالتها فهي تحب عملها وستنتظر حتى تستقر امورها ثم ستعود الى عملها ثانية!!
سافرت هبة ووالدها حيث انشغلا بتجميع حاجياتهم ودفع ايجار مقدم لصاحب الشقة وترك خبر مع جارتهم .....
اثناء عودتها ووالدها مع السائق الذي اصر أمجد على ان يلازمهم كي يسهل حركة تنقلاتهم شعرت هبة انها تفتقده وبشدة لا تنكر انه قد داوم على الاتصال بها يوميا ليطمئن عليها وعلى والدها وكيفية سير امورها وهل تحتاج الى اى شئ وتذكرت دهشتها بينما انشغلت في شراء لوازمها وجهازها مما تحتاجه العروس اذ بوالدته وأخته يحضران فجأه ويخبرانها انهما سيتسوقان معها كى لا يتركاها وحدها وأسرت علا لها ان هذه اوامر أمجد لانه على يقين انها ستشعر بافتقادها والدتها اثناء تحضيرها لوازم جهاز عرسها..
مكثت والدته واخته في فندق قريب منهما حيث انهيا لوازم العروس باقل من يومين في دوامة شراء محمومة وقد اعطى أمجد بطاقة شراء بنكية مفتوحة لامه لكى تشتري ل هبة ما تريده حتى لو رفضت فهو يريد جهازا لم تشتره عروس قبلا ابتسمت بحب وهي تتذكر ما شعرت به وقتها فهو وان لم يفصح عن مشاعره الحقيقية بعد ولكن كل تصرفاته معها تدل على اهتمامه الشديد بها قد يكون بل هو مؤكدة أنه من الاشخاص الذين لا يستطيعون التعبير عن مكنونات قلوبهم بالكلام ولكن لا بأس يكفيها أنه يفكر بكل ما يخصها صغيرا كان أو كبيرا وهي ستعلمه كيف يطلق لسانه من عقاله ليعبر عما يجيش في صدره من أحاسيس لمستها هي
بالفعل في أكثر من موضع وبصدق تام.....
استفاقت من شرودها وهى مبتسمه وتحس بسيل من الفرح الذي يتدفق الى قلبها فيجعل دقاته كقرع الطبول فغدا زفافها على حلم حياتها والذي اوشك ان يصبح علم .....
ترجلت مسرعة من السيارة ولم تنتظر ان يفتح لها السائق الباب بينما خرج والدها وهو يقول ضاحكا وهى تركض لتصل الى الباب سريعا وتقرع الجرس
بالراحه يا بنتي تقعى بعدين خدى بالك ...
ضحكت هبة وواصلت ركضها وهى تقول
ما
متابعة القراءة