زوج بسيط

موقع أيام نيوز


وظني به خير.
أضاف زوجي
ورب الخير لا يأتي إلا بالخير حتى لو كان مؤلما.
قلت والدموع تغمر عيني
صحيح.
ثم قال
استودعي أطفالنا ولعل في ذلك خير بإذن الله.
طلبت منه أن يسمح لي بحضن الطفلين قبل دفنهما. أخذني إلى المستشفى وحين ضممتهما إلى صدري شعرت بحزن عميق. قلت لهما
صابرة على فراقكما أنتما عصافيري في الج نة لا تنسوني وخذوني معكما.

كانت رائحتهما جميلة ودموعي لم تتوقف وأنا أقبلهما مدركة أن هذه ستكون آخر مرة أراهما فيها.
فقدت الأمل في الإنجاب بعد ذلك لأننا أنفقنا كل ما لدينا ولم يعد بإمكاننا تكرار المحاولة. فوضت أمري لله وبدأت أدعو في صلاتي أن يربط الله على قلبي ويمنحني الصبر ويسعد زوجي.
وفي إحدى الأمسيات جلست بجانبه وقلت بهدوء
تزوج.
نظر إلي بتعجب شديد فأضفت
سنقوم ببناء دور ثان في المنزل خذ وقتك وتزوج فما ذنبك أن تعيش دون أبناء بسببي.
تنهدت بۏجع عميق ولم أستطع إخفاءه وقلت المشكلة عندي وليس لك ذنب أن تصبر علي وعلى أمل لم يعد هنا.
أمسك بيدي وقبلها ثم قال بحزم يؤلمني أن تقولي أنت وأنا. لقد تعاهدنا أن نكون معا في كل شيء. أنا راض بقضاء الله وأنت زوجتي وحبيبتي وابنتي. لن أنسى يوما معدنك الأصيل صبرك معي مساعدتك لي وحبك لي ولأخواتي. بإذن الله سيرزقنا الله وسنخوض معا تجربة الحقن المجهري مرة أخرى. ادعي الله كثيرا أن يرزقنا.
بكيت من شدة سعادتي بكلماته التي مسحت عن قلبي الحزن. كنت أحبه حبا كبيرا ولم أتحمل فكرة وجوده مع امرأة أخرى. واصلت قيام الليل والدعاء لله أن يرزقنا ويكمل فرحتنا. مرت سنة كاملة هادئة مليئة بالعبادة وزوجي يغمرني بالاهتمام والحب.
في أحد الأيام بينما كنت أمشط شعر حماتي قلت لها ضاحكة حلمت البارحة أنني أحمل ثلاثة أسماك قراميط وكان منظرهم جميلا بخلاف ما نعرفه عن القراميط. كنت أنت وزوجي تحاولان أخذهم مني وفي النهاية قفزوا من يدي إلى بطني وبدأوا بالتحرك داخله. 
ضحكت وأنا أروي لها الحلم وقلت ما رأيك لو نشتري القراميط ونطبخها ربما أشتهيها. تعلمين كم أحب الأكل.
ضحكت حماتي وهي تنظر إلي وقالت وجهك اليوم كالبدر في تمامه. ثم قامت من مكانها وارتدت ملابسها وذهبت لشراء السمك. عندما عادت فاجأتني بإعطائي اختبار حمل. تعجبت وسألتها ما هذا
أجابت بابتسامة جربيه.
ضحكت كثيرا ووضعت الاختبار في أحد الأدراج لمدة أسبوع متسائلة كيف يمكن أن أكون حاملا وأنا التي يئس الأطباء من حالتها. لكن بدافع الفضول أخذت الاختبار وقررت تجربته. وكانت المفاجأة!
أنا حامل!
خرجت من الحمام وأنا أركض بين الضحك والبكاء أصرخ مرة وأضحك أخرى وسجدت باكية لله شكرا. جاءت حماتي خلفي ومعها زوجي وانهمرت الدموع من عيونهم وهم يرونني في هذه الحالة. قبل أن أنطق بكلمة قالت حماتي بصوت مخټنق من السعادة هي حامل!
استمر ذلك
 

تم نسخ الرابط