بيع لبستانه وبعد ذلك أخذوا التفاحات والكلاب وراحوا إلى القصر وفي الطريق مروا بكوخ نسيم الذي سبقهم في الرجوع فأشبعوه سبا وشتما وقالوا له سيصبح لنا شطر المملكة وحينئذ سنطردك من أرضنا !!!
ردت الأميرة دلال لن نبتعد من هنا وأروني ما أنتم صانعون !!! لما وصل الفرسان للقصر تعالت الهتافات والزغاريد بقدوم الأبطال وأخذت رقية تفاحة وطبختها في الماء ثم سقت الشراب لزوجها بعد دقائق فتح عينيه ببطئ فرأى إمرأته تحملق فيه بدهشة فقال لها ما بك يا رقية أجابته الحمد لله على سلامتك لقد خفت أن لا تستيقظ أبدا هذه المرة سنقبض عن تلك الجارية ونعرف السر الذي وراءها .بعد أيام أقام السلطان وليمة عظيمة إستدعى فيها أهله و الفرسان وزوجاتهم وكبار أهل المملكة ووزع العطايا والصدقات وأطعم الفقراء ثم قال لرقية سنفتح عيوننا جيدا فالمأكد أن تلك الجارية ستدبر لنا مکيدة هذه الليلة !!! وعلى المائدة تباهى الفرسان بقوتهم أما بنات عم الأميرة دلال فتغامزن عليها وزوجها الجبان وإفتخرن أن أزواجهن أنقذوا المملكة من الثعبان وذهبوا لآخر الأرض لإحضار الدواء للسلطان ومن تزوج الشجعان يزداد هيبة وتشريفا أما من تزوج ضعيفا فتقل مرتبته .
كانت دلال تسمع فنزلت دموعها عن خدها فالټفت إليهن نسيم وقال بصوت مرتفع ألم تسألن أزواجكن عن سبب تغطية آذانهم أطلبوا منهم خلع عمائمهم إن كانوا حقا من الشجعان !!! أما الفرسان فقد أحسوا بالحرج واستأذنوا بالإنصراف لكن السلطان قال ويحكم ها إخلعوا عمائمكم لأرى ماذا تخفون تحتها نظر الفرسان إلى بعضهم وبدأوا في خلعها الواحد تلو الآخر وضحك الحاضرون لما رأوا أن شحمة آذانهم مقطوعة سأل السلطان نسيم من أعلمك بسرهم أجاب أنا من فعل ذلك يا مولاي !!! ثم رمى صرة صغيرة على الطاولة أنكر الفرسان ذلك وقالوا له أنت أعجز من ترفع سيفك في وجوهنا فقال وظهوركم من كواها بالحديد سألهم السلطان هل هذا الكلام صحيح فتلعثموا وقال أحدهم نعم ولقد حدث ذلك أثناء مهمتنا لإحضار التفاحات لكن نسيم أخرج أوراقا من جيبه وقال ألم تبيعوا بساتينكم مقابل كلاب جرباء لتحصلوا عليها
في هذه اللحظة نظر إليه الفرسان مليا وعرفوا أنه نفس الشخص الذي جاءهم ثلاثة مرات متنكرا فلاموا أنفسهم على غبائهم ولم يعرفوا ماذا سيقولون .وصفق الحاضرون على نسيم وأثنوا على شجاعته أما الأميرة دلال فنظرت إلى بنات عمها وهن يخفين وجوههن من شدة الذل ثم نادها أبوها وقبلها وقال لقد رفعت رأسي عاليا اليوم ولقد قررت جعل نسيم ولي عهدي وله النصف في مملكتي وليخرج المنادي ليصيح بذك في الأسواق !!! إزداد الكرب بالفرسان وطأطئوا رؤوسهم كان الوزير طاهر جالسا بجانب السلطان دون أن ينبس بكلمة ثم أخرج صندوقا عليه نقوش بديعة وقال لنسيم هذا هدية مني لك وسيعجبك لكن الفتى تذكر أنه رأى هذه النقوش لكن أين وفجأة إختطف الصندوق ورماه في المدفأة وصاح لقد عرفت من كان يدس السحر للسلطان إنه الوزير قال طاهر أنت تكذب وليس لك دليل !!! أجاب نسيم لقد رأيت تلك النقوش في غابة الساحرات وكنت تنوي إهداء الصندوق لمولاك السلطان لكن لما سمعت أن أمري قد عظم أردت الخلاص مني أليس كذلك
كانت إحدى الجوارى واقفة قرب المائدة وفي يدها قلة ماء فادركت أن الوزير قد إنكشف فاقتربت من السلطان وقالت كل ما ذكره الصياد صحيح فالوزير كان يرسلني إلى ساحرة عجوز تعيش