يروى في زمن بعيد وقبل ألف وأربعمائة عام أرادت جماعة من أصحاب النبي الكريم محمد ﷺ السفر لبعض شأنهم فأعدوا لذلك ما تيسر من الزاد والمتاع ثم انطلقوا في طريقهم سائلين الله لهم العون ولأوامره تعالى حسن الاتباع وبعد سير طويل تحت الشمس الحاړقة في الصحراء شعر الرجال الكرام بالتعب والعناء لكنهم لم يتوقفوا عن المسير إلى أن أبصروا بيوتا من بعيد فاستبشروا خيرا وتوجهوا إليها للنزول على أهلها ضيوفا .. مر على بيوت القرية الصحابة الكرام وسألوهم الضيافة بعد إلقاء السلام لكن أهل القرية أبوا أن يضيفوهم ومن قريتهم أصروا على أن يخرجوهم.
جلس الصحابة عند مشارف القرية على الرمال وهم يدعون الله ويحمدونه على كل حال. لكن صړخة عظيمة وصلت إلى أسماعهم من بعيد فقد لدغ عقرب سيد أهل القرية في أثناء سيره وفي القرية ساد الاضطراب وعم الاستياء فقد أوشك سيد القرية على المۏت بعد أن عجز الجميع عن تطبيبه أو معرفة الدواء فجأة نادي أحد الرجال لو نلحق بأولئك الذين أخرجناهم من الغرباء فلعلهم أعرف منا بسر الشفاء .
لحق القوم بالصحابة الكرماء وسألوهم إن كان لدى أحدهم أي شيء يعين سيدهم على الشفاء .. قال واحد من الصحابة إن لدي معرفة بسر الدواء لكنكم رفضتم أن تعطونا راحة بعد السفر و العناء فاجعلوا لنا أجرا إن كنتم تريدون لسيدكم عاجل الشفاء. اتفق القوم على إعطاء الرجال قطيع من الغنم فقد كانوا في أمس الحاجة لإراحة سيدهم من العڈاب و الألم.
انطلق الصحابي الكريم إلى السيد السقيم وقرأ عليه آيات سورة الفاتحة بادئا بسم الله الرحمن الرحيم وبعد دقائق معدودات أفاق الزعيم لقد تحسن تماما وأحس بنشاط عظیم . شكر أهل القرية الصحابة الكرام وأعطوهم بسرور قطيع الأغنام. رجع الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصوا عليه ما جرى.
سأل الرسول الكريم الرجل كيف عرف أن الفاتحة هي الدواء فأجابه أنه أمر ألقاه الله في نفسه لأنه تعالى أراد للرجل الشفاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام قد أصبتم تصرفتم على النحو الصحيح اقسموا واضربوا لي معكم سهما اجعلوا لي معكم نصيبا من القسمة ثم ضحك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأنه رأى كيف أن الصحابة عرفوا بركة القرآن العظيم .