إبن كثير
يقول #ابن_كثيثر في كتابه #البداية_والنهاية
أنه كان لهارون الرشيد ابن اسمه احمد اطلق عليه المؤرخون احمد السبتي لأنه كان يتكسب بيده في يوم السبت شيئا ينفقه في بقية الأسبوع ويتفرغ للإنشغال بالعبادة فعرف بهذه الكنيه احمد السبتي ..
ترك بغداد وذهب إلى البصرة دون أن يعلم احد انه ابن أمير المؤمنين .
وعاش احمد السبتي في بيت متواضع جداً في البصرة، لا يوجد فيه إلا بردة قديمة ووسادة من الليف وكان له صديق يأتي له بالعمل لو أراد أحد أن يبني صور او اي شيء وفي يوم سبت ذهب إليه في مكان يجتمع فيه العمال ليتفق معه علي بناء جدار فلم يجده فسأل عليه احد العمال فقال لم يأتي منذ فتره
وقال له بعد أن تكفني وټدفني إذهب بهذا الخاتم إلى أمير المؤمنين في بغداد واعطه إياه
وقل له : صاحب هذا الخاتم
يقول لك: إياك أن ټموت في سكرتك هذه، فټندم حيث لا ينفع نادماً ندمه، واحذر انصرافك من بين يدي الله إلى الدارين، فإن ما أنت فيه لو دام لغيرك لم يصل إليك، وسيصير إلى غيرك، وقد بلغلك خبر من مضى»،
وذات يوم كان هارون الرشيد جالساً في قصر الإمارة فإذا برجل يستأذن عليه في الدخول، ولما أذن له طلب منه إن يجلس معه على انفراد لأمر هام وعلى الفور اخلى هارون الرشيد القاعة فأخرج الرجل الخاتم وقدمه له فلما نظر في الخاتم عرفه
قال الرجل: ماټ يا أمير المؤمنين، وذكر له الكلام الذي أوصاه به، وأن الرجل كان يعمل بالفاعل يوما كل سبت فقط بدرهم ودانق، يتقوت به سائر أيام الاسبوع، ثم يقبل على العبادة.
فلما سمع الرشيد هذا الكلام أجهش بالبكاء
و هو يقول: والله لقد نصحتني يا ولدي، ويشهق من شدة البكاء...
وقال: أتعرف قپره؟
قال: أنا الذي دفنته،
فأمر أمير المؤمنين بإعداد رحلته للسفر إلى البصرة ولما وصل إلى قبر ابنه بكى بكاءا شديداً
وقال : رحمه الله لقد رفض أن يعيش إلا من عمل يده وترك زينة الدنيا لنا...